غداة إعلان الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس أنه استدعى فريقه التفاوضي في محادثات السلام مع حركة القوات المسلحة الثورية (فارك)، قُتل 13 جندياً كولومبياً أول من أمس في هجوم شنته الحركة المعارضة اليسارية على دورية عسكرية عند الحدود مع فنزويلا، حسبما أعلن الجيش الكولومبي في بيان. وقال البيان: «يؤسفنا أن نعلن أنه إثر عملية ارهابية قامت بها حركة فارك، قُتل ضابطا صف و11 جندياً».
رغم هذا الهجوم، وبعدما أعلنت فارك وقف المفاوضات من أجل دراسة مقترح حكومي يقضي بطرح أي اتفاق سلام لاستفتاء عام، أكد رئيس وفد الحكومة المفاوض الى المحادثات في كوبا، همبرتو دو لا كال، ان الحكومة الكولومبية وجماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) ستستأنفان المفاوضات اليوم الاثنين، بعد يوم من إلقاء الجانبين شكوكاً في هذه العملية بتعليق المفاوضات.
وقال دو لا كال نائب الرئيس سابقاً أول من أمس، إن الرئيس خوان مانويل سانتوس سيعيد فريقه الى المحادثات التي تستضيفها كوبا بعد التأكد من أن فارك مستعدة للعودة لطاولة المحادثات، حسبما ذكرت وكالة «رويترز».
ونقل عن سانتوس قوله إن «من حق قوات فارك في هافانا دراسة وتقويم الاقتراح الحكومي، لكن لا ينبغي ان يستغرق ذلك وقتاً طويلاً، الوقت يمر وصبر الشعب الكولومبي له حدود نريد أن نحرز تقدماً في المفاوضات».
وجاء قرار سانتوس يوم الجمعة الماضي باستدعاء فريقه التفاوضي من العاصمة الكوبية هافانا، بعد أن اعلنت فارك تعليقاً للمحادثات لدراسة اقتراح حكومي بشأن كيفية التصديق على اتفاقية نهائية للسلام. وكان هذا التعليق نكسة بعد مباحثات صعبة استمرت تسعة اشهر
في ما بدا كأنه محاولة ضغط على الحكومة للحصول على نتائج افضل للمنظمة الثورية في هذه المفاوضات، أتى خبر الهجوم العسكري بالقرب من الحدود مع فنزويلا التي تقف الى جانب الفارك، بعد ساعات من إعلان استئناف مفاوضات السلام في كوبا.
وقالت مصادر عسكرية إن الهجوم، الذي وقع في بلدة تامي الريفية التابعة لمقاطعة اراوكا الحدودية مع فنزويلا، حصد نحو 13 عسكرياً كولومبياً.
وكان 15 جندياً على الأقل قد قتلوا في نفس المنطقة الشهر الماضي على ايدي مسلحي فارك.
وتتفاوض حركة فارك التي يبدو أن لديها ثمانية آلاف مقاتل، في هافانا منذ تشرين الثاني مع الحكومة الكولومبية من أجل التوصل الى وضع حد لنزاع مستمر منذ نصف قرن، وهو اقدم نزاع في اميركا اللاتينية.
وكان المفاوضون يناقشون موضوع دمج مسلحي فارك في الحياة السياسية الكولومبية عندما اوقفت المفاوضات.
وقد نجح الجانبان بالتوصل الى صيغة اتفاق حول الاصلاح الزراعي، وهي مادة من ست مواد يتكون منها جدول اعمال المفاوضات.
يشار إلى أنها المرة الأولى التي يجري فيها تعليق المفاوضات منذ تشرين الثاني الماضي، ويسعى الطرفان إلى التوصل لحل نهائي للصراع الذي هز كولومبيا لأكثر من نصف قرن.
وكان الصراع الداخلي كان قد بدأ عام 1958 وأودى بحياة ما لا يقل عن 220 ألف شخص.
(أ ف ب، رويترز)