تميّز الخطاب الإيراني يوم أمس بلهجة تصالحية مع الغرب، غداة توجيه الرئيس حسن روحاني، معايدة الى يهود العالم بمناسبة بدء السنة اليهودية الجديدة، وذلك بإعلان وزير خارجيته محمد جواد ظريف، أمس أن طهران تستنكر مجازر النازية بحق اليهود في الحرب العالمية الثانية. خطوة تزامنت مع إلغاء محكمة الاتحاد الأوروبي عقوبات على سبع مؤسسات مالية ومواطن ايراني بذريعة ارتباطها بالبرنامج النووي.
في هذا الوقت، قال وزير الخارجية الايراني، بعد اتصال هاتفي مع مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، إن «تبديد المخاوف الدولية من مصلحتنا لأن الأسلحة الذرية ليست جزءاً من سياسة الجمهورية الإسلامية. لذلك، مصلحتنا هي تبديد اي غموض بشأن البرنامج النووي للبلاد».
وأشار ظريف الى أن «السيدة أشتون أعربت عن رغبتها في اجراء مباحثات جديدة حول الملف النووي ونحن نأمل ان يكون الطرف الآخر مستعداً لإظهار الارادة السياسية اللازمة لبدء صفحة جديدة من التعامل البناء»، مشيراً الى لقاء مرتقب بينه وبين اشتون على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك هذا الشهر.
بدورها، قالت أشتون، إنها تأمل تحديد موعد للمحادثات النووية مع إيران حينما تلتقي ظريف، مضيفة، أن القوى العالمية تريد التحرك بسرعة لاستئناف المفاوضات حول البرنامج النووي.
في غضون ذلك، قال نائب وزیر الخارجیة الروسي سیرغي ریابكوف، إن موسكو تدعو مجموعة «5+1» وإیران إلی الإسراع فی التنسیق بشأن مكان وموعد الجولة المقبلة من المفاوضات، معرباً عن قلق موسكو من عدم تشكیل طهران وفداً للمفاوضات مع السداسیة في موضوع القضیة النوویة.
في المقابل، أعلنت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن العقوبات على ايران، أنه «على غرار آخرين هنا، تأمل الولايات المتحدة ان يتيح تنصيب الرئيس روحاني فرصة لإيران لتتحرك بسرعة لمعالجة المخاوف الجدية للمجتمع الدولي إزاء نوايا ايران النووية».
وأضافت «للأسف لم نر أي علامات واضحة على أن ايران ملتزمة بالتعامل مع أكثر المخاوف إلحاحاً بشأن برنامجها النووي... على النقيض فإن التطورات الأخيرة تقلقنا».
الى ذلك، أعلنت المحكمة الأوروبية في لوكسمبورغ، ان «الاتحاد الاوروبي لم يقدّم الدليل على الوقائع» التي ينسبها الى بعض الشركات الايرانية المتهمة (بدعم البرنامج النووي الايراني)، او ارتكب «خطأ في التقدير» أو «انتهك واجب التبرير او واجب الاتصال» حيال شركات أخرى.
ونتيجة لذلك الغي تجميد الودائع المقرر ضد هذه المؤسسات المالية والإيراني ناصر باتني مدير إحدى الشركات المعنية، مع الابقاء على البنك التجاري الاوروبي الايراني وبنك ملي الايراني.
من جهة ثانية، قال وزير الخارجية الايراني «ندين مجزرة النازيين ضد اليهود (خلال الحرب العالمية الثانية) وندين مجزرة الصهاينة ضد الفلسطينيين»، حسبما نقل عنه موقع تسنيم الالكتروني في مقابلة اجراها معه.
ورداً على سؤال عما اذا كان عبّر لليهود عن تهانيه بالسنة الجديدة وتبادل حديثاً عن الهولوكوست على حسابه على «تويتر»، أوضح ظريف: لقد «أجبت عن سؤال من شخص تبين انه ابنة الرئيسة السابقة لمجلس النواب الاميركي» نانسي بيلوسي. وعبّر الوزير الإيراني على حسابه على «تويتر»، عن تهانيه بالسنة العبرية الجديدة. وكتب «هابي روش هاشانا».
(أ ف ب، رويترز)