أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، أن الجولة الأولى من المفاوضات النووية بين طهران والدول الست الكبرى تبدأ في نيويورك على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة.الا ان المتحدثة باسم وزارة الخارجية مرضية أفخم، اعتبرت أن لقاء نيويورك الذي سيجمع وزير الخارجية محمد جواد ظريف، ونظيرته الأوروبية كاثرين آشتون، لا يعد جولة جديدة من مفاوضات ايران والـ «5+1» إنما يأتي في اطار مناقشة التمهيدات اللازمة لدفع عملية التفاوض. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء، بأن روحاني وخلال مشاركته في ملتقى خطباء الجمعة في مجمع «آدينه» في طهران، شرح أبعاد الدبلوماسية الخارجية المعتمدة لحكومته قائلاً «نظراً لرؤية حكومية تمت إحالة ملف المفاوضات النووية الى وزارة الخارجية»، مؤكداً أنه لن يتنازل بتاتاً عن حقوق الشعب الإيراني في هذا الصدد. وأضاف روحاني أنه سيبذل قصارى جهده للدفع بالملف النووي قدماً عبر انتهاج الاستدلال والمنطق الموازي للحكمة والكرامة، لافتاً الى زيارته المقررة الى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 24 أيلول بالقول «من المحتمل أن تكون أول جولة للمفاوضات تنطلق في نيويورك».
ونوه روحاني بأن الغربيين عليهم ان يعوا جيداً أنه لا جدوى من اللجوء الى سياسة الضغط على الشعب الإيراني، مؤكداً في الوقت ذاته أنه اذا ما اعتمد الغرب لغة يعتريها المنطق والاستدلال والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة فإن حكومته على استعداد تام لذلك.
وقال روحاني «على الغرب أن يفهم انه لن يحصل على اي نتيجة بالتهديدات والضغوط»، مشيراً الى أن «المفاوضات النووية الأولى ستجرى في نيويورك (بين ظريف وآشتون) ثم ستتواصل في مكان آخر مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا)» بعدما توقفت المحادثات مع الدول الست الكبرى في نيسان الماضي. وكلف الرئيس الايراني الاسبوع الماضي وزير الخارجية بتولي المفاوضات حول البرنامج النووي، في اشارة جديدة الى عزم الحكومة على إعطاء الأولوية للدبلوماسية في تسوية الأزمة.
في غضون ذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، في أول مؤتمر صحافي اسبوعي بعد تسلمها منصبها، إن اللقاء المرتقب في نيويورك قبل نهاية ايلول الحالي، بين وزير خارجية إيران وممثلة مجموعة الدول الست الكبرى الى المحادثات النووية، لا يعد جولة جديدة من مفاوضات إيران والـ «5+1» إنما يأتي في اطار مناقشة التمهيدات اللازمة لدفع عملية التفاوض.
وفي معرض ردها على سؤال يتعلق بمطالبة مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران بتسهيل الوصول وتفتيش منشأة بارشين، قالت إن «تعاون ايران مع الوكالة تعاون شفاف وبنّاء حيث ان الجولات التفتيشية التي قامت بها وكالة الطاقة على المواقع الإيرانية تعتبر فريدة من نوعها».
من جهة ثانية، أصدر الرئيس روحاني قراراً يقضي بتعيين وزيرالدفاع الأسبق الأميرال علي شمخاني، أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي.
وأفادت «مهر» بأن الرئيس الايراني أصدر قراراً أمس يقضي بتعيين وزير الدفاع الأسبق في هذا المنصب خلفاً لكبير المفاوضين النوويين السابق سعيد جليلي.
وشمخاني قائد عسكري إيراني مولود عام 1955 في مدينة الأحواز مركز محافظة خوزستان، من أسرة عربية. درس الزراعة ثم نال شهادة ماجستير في الشؤون العسكرية وأخرى في الإدارة.
كان من قادة الحرس الثوري خلال الحرب العراقية ــ الإيرانية (1980-1988)، حيث تولى العديد من المناصب العسكرية مثل قائد القوات العسكرية في إقليم خوزستان، وقائد بالإنابة للقوات الإيرانية المشرفة على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (598) المتعلق بإنهاء الحرب بين إيران والعراق. كما تولى منصب قائد القوات البحرية، ثم رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة.
كذلك تقلّد منصب وزير الدفاع الإيراني في حكومتي الرئيس الأسبق محمد خاتمي (1997ــ 2005) ورئاسة لجنة السياسات الدفاعية الأمنية في المجلس الأعلى للأمن القومي، ونائب القائد العام ووزير الحرس الثوري في حكومة مير حسين موسوي (1981-1989). رشح نفسه للانتخابات الرئاسية عام 2001.
(مهر، أ ف ب)