اعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عدم معارضته اجراء مفاوضات دبلوماسية مع ايران، مشترطا أن تؤدي الى ازالة القدرة الايرانية على التخصيب. ورأى نتنياهو أن 17 دولة في العالم تنتج طاقة نووية لأغراض مدنية، من دون أجهزة طرد مركزي، ومن دون تخصيب، لأن التخصيب يعد المركب الاساسي في انتاج المواد الانشطارية من اجل تصنيع القنبلة النووية، مذكرا بالمواقف الايرانية حول تدمير اسرائيل، وفي ضوء ذلك «لا يجوز ان يسمح لايران هذه بامتلاك القدرة على التخصيب، هذه هي النقطة الاهم».
لجهة العقوبات المفروضة على ايران، اكد نتنياهو، امام جلسة الحكومة، ان «هذا هو الموضوع الاساسي الذي اجريت محادثات حوله في الولايات المتحدة»، مشددا على «ضرورة عدم تخفيفها قبل ان يجري تحقيق الهدف بازالة القدرة الايرانية على التخصيب، التي هي فعليا القدرة على انتاج الاسلحة النووية».
من جهة اخرى، شددت صحيفة «يديعوت احرونوت»، استنادا الى ما نشر في صحيفة «نيويورك تايمز»، على وجود خلافات بين الطرفين الاسرائيلي والاميركي، ازاء البرنامج النووي الايراني. ولفتت الى أن الرئيس الاميركي «لم يتحدث في خطابه عن ضرورة نزع اسلحة ايران النووية مستقبلا، بل عليها ان تثبت أن برنامجها النووي ليس عسكريا، كما يقول الرئيس الايراني الشيخ حسن روحاني». ونقلت الصحيفة ايضا عن مسؤول اميركي قوله إن «عدم الاعلان عن ضرورة تدمير ايران ما بنته اغضب الاسرائيليين كثيرا»، كما نقلت عن مسؤول اميركي آخر، مطّلع على المحادثات بخصوص البرنامج النووي الايراني، قوله إن «الإسرائيليين يريدون إعادة إيران إلى المكان الذي كانت فيه قبل عقد من السنوات، وليس في الولايات المتحدة من يعارض ذلك، لكن السؤال هو هل يمكن تحقيق هذا؟ وهل من الأفضل أن يكون لدى إيران ترسانة نووية مقلصة وتحت رقابة مشددة، بدلا من مطالبتها بالتفكيك الكامل لمنشآتها النووية».
واشارت الصحيفة أيضاً الى نقطة خلافية اخرى، حول المدى الزمني الذي يفصل ايران عن انتاج القنبلة النووية، مشيرة الى ان الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية تتشاركان التقديرات ذاتها، لكن نتنياهو ادعى في خطابه ان ايران بحاجة الى اسابيع معدودة كي تصبح قادرة على انتاج أسلحة نووية، فيما يعتقد البيت الأبيض أنها بحاجة إلى سنة على الأقل.
من جهة اخرى، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الاوروبيين شجعوا اسرائيل، بهدوء، على مواصلة التحدث بصوت عال عن الخيار العسكري. ونقلت عن مسؤول اسرائيلي قوله إن «الأوروبيين يعتقدون أن ذلك يدعم موقف الغرب في المفاوضات النووية، كما انهم يدركون على نحو جليّ اننا نحتاج الى التوضيح حول وجود خيار عسكري من اجل تحريك الامور».
واشارت الصحيفة ايضا الى انه «في السنة الماضية، اعتقد الاميركيون ان نتنياهو على وشك مهاجمة المنشآت النووية الايرانية، الامر الذي دفع اوباما الى ارسال مبعوثين من اجل وقفه، توسلوا نتنياهو الانتظار ومنح العقوبات الجديدة وقتا كي تفعل فعلها، لكنهم في مكتب نتنياهو ينفون ذلك، ويؤكدون أن الموقف الاميركي واضح دائما لجهة حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ازاء التهديدات».
في المقابل، نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر اسرائيلية، نفيها وجود خلافات مع واشنطن حول المدى الزمني المتعلق بقدرة ايران على انتاج القنبلة، مشيرة الى أن «التباين القائم في التقديرات الزمنية ينبع من أن تقدير نتنياهو يتعلق بالفترة اللازمة لايران لانتاج كمية يورانيوم مخصب بنسبة 20% ، فيما يتحدث اوباما عن الفترة الزمنية الضرورية لانتاج قنبلة نووية». ويأتي هذا التعقيب بعد المقابلة التي اجراها اوباما، مع شبكة «أيي بي»، واشار فيها الى أن ايران تحتاج الى سنة أو اكثر لتطوير قدرة نووية عسكرية. واضافت المصادر نفسها، لـ«هآرتس»، إن «أوباما ونتنياهو متفقان على منع ايران من امتلاك قدرات نووية عسكرية»، كما لفتت ايضا الى أنه إذا خصبت ايران كمية كافية من اليورانيوم بنسبة 20%، فان استكمال تخصيبه لنسبة 90%، التي يمكن انتاج قنبلة نووية من خلالها، يحتاج الى اسابيع فقط.
الى ذلك، ذكرت صحيفة «معاريف» أن ما جرى في الامم المتحدة، والمحاثات التي جرت حولها، اظهرا وجود خلافات كبيرة بين الموقف الاميركي والاسرائيلي من البرنامج النووي الايراني، مشيرة الى ان «نتنياهو عرض امام اوباما موقف اسرائيل من المحادثات، وناشده عدم رفع العقوبات مقابل صفقة جزئية، بل وتعزيزها إذا لم توقف ايران التخصيب خلال المفاوضات معها، لكن اوباما رد عليه بالقول «بيبي، انا افهم موقفك »، في اشارة الى عدم موافقته على الطلب، لكن بالرغم من عدم التزامه اوضح له ايضا «نحن لسنا سذّجاً»، الامر الذي ترك انطباعاً بأن واشنطن تشك ايضا في فرص التوصل الى اتفاق مع ايران». وتعهد اوباما لنتنياهو أن يبقى على اتصال به في هذا المجال. ولفتت الصحيفة الى ان مساحة المناورة لدى نتنياهو ليست كبيرة، ثم اتى اوباما و«ضيقها » اكثر، كما ان المشكلة الكبيرة هي ان الجمهور الاميركي سئم من الحروب ما وراء البحار.