دعت منظمتا «العفو الدولية» و«هيومن رايتس ووتش» أمس الى وضع حد «للسرية» المحيطة بغارات الطائرات بدون طيار في باكستان واليمن، وإلى محاكمة المسؤولين عن هذه الغارات «غير الشرعية». وأصدرت المنظمتان تقريرين عن عمليات القصف التي تنفذها الطائرات بدون طيار الاميركية، والرامية مبدئياً الى «تصفية أعداء الولايات المتحدة»، كما تقول السلطات الأميركية.
وصدر التقريران عشية لقاء في واشنطن بين الرئيس الاميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، الذي يرى أن بلده اكثر البلدان المستهدفة بغارات الطائرات من دون طيار. ومن المتوقع أن يجري بحث مسألة هذه الغارات التي تندد بها باكستان في مواقفها الرسمية اثناء اللقاء الذي يعقد بمناسبة أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس وزراء باكستاني الى واشنطن في عهد أوباما.
وقتل ما بين 2000 و4700 شخص بينهم مئات المدنيين منذ عام 2004 في ما يزيد على 300 غارة لطائرات أميركية بدون طيار في شمال غرب باكستان، المعقل الرئيسي لمقاتلي طالبان ومجموعات اخرى مرتبطة بالقاعدة على الحدود مع أفغانستان.
وفي تقريرها الأخير تدعو «منظمة العفو الدولية» الولايات المتحدة الى الكشف عن المعلومات حول هذه الغارات للتحقق، مما اذا كانت تحترم القانون الدولي، وتابعت المنظمة في تقريرها ان «على السلطات الاميركية ان تفتح برنامج طائراتها بدون طيار امام تدقيق (علني) مستقل وحيادي».
وتطرقت منظمة العفو تحديدا الى أربعين غارة نفذت منذ منتصف 2012 في شمال غرب باكستان، بينها غارة أدت الى مقتل امرأة تبلغ 68 عاما، وتدعى مامانا بيبي في بلدة بولاية شمال وزيرستان. وأوضحت المنظمة الحقوقية أنها «لم تعثر في تحقيقها (حول هذه الغارة) على اي دليل عن منشآت عسكرية او مجموعات مسلحة او مخابئ او مقاتلين»، ما يوحي بحصول «فشل كارثي». وعلى ضوء هذا المثل، دعت منظمة العفو الدولية واشنطن الى إحالة المسؤولين على هذه الهجمات «غير الشرعية» على القضاء والتعويض على عائلات الضحايا الأبرياء، كما لفتت الى أنه حتى الغارات التي تقتل فقط متمردين قد تعد «تصفيات خارج اطار القانون»، كما ذكّرت المنظمة بـ «الهجمات ضد فرق الاغاثة»، حين تقصف الطائرات مكاناً واحداً مرتين متتاليتين. كذلك انتقدت منظمة العفو الدولية «الازدواجية» في موقف باكستان التي ترى رسمياً ان هذه الضربات انتهاك لسيادتها، لكن «يبدو انها تزود» الاميركيين بمعلومات تسمح لها بتوجيه ضربات تستهدف بعض المقاتلين الإسلاميين.
من جهتها، نشرت «هيومن رايتس ووتش» تقريرا مطولا أيضاً عن الغارات الاميركية من طائرات بدون طيار على اليمن، التي تضم أحد أبرز معاقل القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
وتعدد المنظمة في هذا التقرير عددا من الهجمات الدامية ضد مدنيين، وترى ايضا ان الولايات المتحدة عليها «شرح الاساسات القضائية لهذه الاغتيالات الموجهة» وإحالة مرتكبي «جرائم القتل غير الشرعية» تلك على العدالة.
(أ ف ب)