في مؤشر على رغبة الحكومة الإيرانية الجديدة في السعي الى إنهاء الأزمة الدولية بشأن برنامجها النووي، سيسبق المحادثات التي تُعقَد في فيينا، اجتماع بين المدير العام للوكالة يوكيا امانو وكبير المفاوضين النوويين الايرانيين عباس عراقجي. ويقول دبلوماسيون في العاصمة النمساوية، إن إيران ستوافق على الأرجح على التعاون بشكل كامل مع التحقيق الذي تجريه وكالة الطاقة، إذا تم التوصل الى اتفاق أوسع نطاقاً في المفاوضات المنفصلة التي تجريها طهران مع القوى الست الكبرى.
ومنذ سنوات تحقق الوكالة التابعة للأمم المتحدة، في «مزاعم» عن جهود إيرانية لمعالجة اليورانيوم واختبار المتفجرات وإعادة تصميم رأس صاروخ بما يتوافق مع الرأس النووي.
في غضون ذلك، أعلنت وكالة الطاقة أن مديرها العام سيجتمع مع نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لنحو ساعة في مقر الوكالة في فيينا.
وقالت الوكالة في بيان، إن «الاجتماع فرصة لتبادل وجهات النظر بشأن سبل التحرك قدماً».
وستبدأ بعد هذا الاجتماع الجولة الجديدة من المفاوضات في فيينا بين كبار المسؤولين من الجانبين. ولن يشارك يوكيا أو عراقجي في هذه المحادثات المقررة سلفاً والتي ستكون الجولة الثانية عشرة منذ عام 2012.
وتعتقد الوكالة أن إيران أجرت اختبارات على متفجرات لها صلة بالأبحاث النووية في بارشين ربما منذ عشر سنوات، وتريد أن تسمح طهران لمفتشيها بمقابلة مسؤولين إيرانيين والاطلاع على الوثائق لالقاء الضوء على ما حدث في هذا الموقع.
ومن المرجح ان يعتمد التوصل الى اتفاق شامل مع الوكالة على التقدم الذي سيتحقق في محادثات منفصلة في جنيف في 7 و8 تشرين المقبل بين ايران والدول الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) التي تطالب إيران بالحد من أنشطتها النووية ذات التطبيقات المدنية والعسكرية في آن واحد.
من جهة ثانية، قال مستشار الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية بن رودس، في واشنطن، إنه يجب على إيران أن تتخذ «خطوات ملموسة» لمعالجة المخاوف بشأن برنامجها النووي قبل أن يتسنى لواشنطن تخفيف العقوبات عن طهران. وأضاف في حوار استمر ساعة، إن إحدى السبل لتخفيف العقوبات على إيران ستكون السماح لها بالوصول إلى أموالها المجمدة. واستدرك بقوله إن هذا مجرد احتمال بين عديد من الاحتمالات وانه لا يريد أن يلمح إلى إنه تم تحديد مسار مفضل للتعامل مع الملف الإيراني.
وقال رودس «لا نفكر في أي شيء يتعلق برفع العقوبات في المرحلة الأولى من اي مفاوضات أو اتفاق لأنه سيكون من المهم اختبار نوايا إيران».
وأوضح رودس أن إدارة أوباما تريد من الكونغرس إبداء بعض المرونة لبحث امكانية ابرام مثل هذا الاتفاق، قائلاً إن البيت الأبيض يريد من المشرعين ان يأخذوا في الاعتبار التقدم الذي يتم إحرازه في المفاوضات وهم يدرسون أي عقوبات جديدة.
وقال مساعد رفيع في مجلس الشيوخ، إن البيت الأبيض استضاف اجتماعاً أول من أمس ضم مساعدين من مجلس الشيوخ في مسعى لإقناع المشرعين بوقف حزمة من العقوبات الجديدة على إيران.
ويسعى الكونغرس لتشديد العقوبات على إيران، لكن البيت الأبيض يريد فسحة من الوقت لإعطاء فرصة للمفاوضات مع ايران.
(رويترز، مهر)