دخلت أربع نائبات في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية الحاكم ذي الجذور الإسلامية، بحجابهن، الذي كان محظوراً على مدى تسعين عاماً، ليحضرن جلسة البرلمان أمس في تحدٍّ واضح للقواعد العلمانية للجمهورية التركية. وتم هذا الخرق أمس من دون تسجيل أي حادث، ما حدا بنائب رئيس الوزراء بولنت ارينتش، الى الترحيب بالوضع. وقال أمام النواب «انتظرنا بصبر ان تتعزز الديموقراطية» في تركيا، معرباً عن ارتياحه لحدوث «تغيير في العقليات» في بلده.
وقبل دخول النائبات، قالت إحداهن النائبة نورجان دالبوداك، «لا نعرف ماذا سيكون رد فعلهم لكننا سندخل البرلمان مرتديات الحجاب وسنواصل عملنا». وأضافت «سنشهد بداية عصر مهم وسنلعب الدور الرئيسي. سنكون حملة الراية وهذا مهم للغاية».
ودخلت دالبوداك وزميلاتها سيفديه بيازيد كاجار، وجولاي شامنجي، وجونول بيكين شاهكولوبي، الجلسة البرلمانية مرتديات الحجاب، الذي يُعتبر رمزاً محرّكاً للمشاعر في تركيا، إذ ينظر العلمانيون اليه باعتباره شعاراً للإسلام السياسي وارتداؤه في الأماكن العامة بمثابة تحد للأسس العلمانية للجمهورية التركية التي أرساها مصطفى كمال أتاتورك.
ولا توجد قيود محددة على ارتداء الحجاب في البرلمان، لكن معارضة العلمانيين والحظر المفروض على ارتدائه في مؤسسات حكومية أخرى جعلا النائبات يحجمن عن ارتدائه.
وكان حزب الشعب الجمهوري العلماني (المعارض الرئيسي) قد أكد أنه سيرفض هذه الخطوة. وقالت عضو البرلمان عن حزب الشعب، ديليك أكانجو يلمظ إن، «كل أعضائنا متفقون على أن حزب العدالة التنمية يستغّل الدين. ولن نقف أبداً صامتين إزاء أفعال تهدف إلى تقويض مبدأ العلمانية».
وأضافت أن الحزب اتفق على إبداء معارضته بشكل «راق» فلن يشهد البرلمان حالة الفوضى التي وقعت في عام 1999 عندما دخلت النائبة عن حزب الفضيلة الإسلامي، مروة قاوقجي، مراسم أداء اليمين مرتدية الحجاب، قبل أن يتم طردها من البرلمان.
وتشهد تركيا منذ استلام «الحرية والتنمية» للحكم في العام 2002 تغييرات مهمة لناحية التعاطي مع المحجبات، فقد سمح لهن بارتداء الحجاب في الجامعات والمدارس بعد أن كن يُعاقَبن بالطرد لارتدائه. كما سُمِح للمحجبات بالعمل في المحاماة وفي المؤسسات الرسمية. وشكّل ظهور زوجة الرئيس التركي عبدالله غول مرتديةً الحجاب خلال حفل عيد الاستقلال في العام 2011 سابقةً مهمة في التاريخ التركي الحديث.
(الأخبار، أ ف ب)