أكدت طهران أمس أنها ليست ملزمة، وفقاً لاتفاقیة إجراءات الأمان الخاصة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالرد علی كافة أسئلة الوكالة، في وقت شددت فيه على عمق العلاقة التي تجمعها ببكين.
ورأى مساعد وزير الخارجیة الإیرانیة عضو الفریق النووي المفاوض عباس عراقجي، «حقوق الشعب الإيراني هي الخطوط الحمراء للمفاوضين النووين الايرانيين»، مشدداً على عدم التنازل عن هذه الحقوق مطلقاً. وقال، في مقابلة خاصة مع القناة الثانية مع التلفزيون الايراني، التخصيب «خط احمر»، ولكنه اوضح بانه يمكن التفاوض حول حجمه ونسبته. مؤكداً في نفس الوقت رفض طهران الأكيد لنقل الوقود النووي المخصب الى الخارج. وأوضح أن «هذا الوقود هو ملك للشعب الايراني وان مكاسب العلماء الإيرانيين هي ملك لشعب هذا البلد».
وقال عراقجي: «ان طرح بعض الاسئلة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتجاوز التزامات اتفاقية اجراءات الامان. وفقا لهذه الاتفاقية فاننا غير ملزمين بالاجابة على كافة الاسئلة، الا اننا من منطلق اعتقادنا بسلمية ملفنا النووي نرد على الاسئلة من اجل ازالة قلق وغموض الوكالة».
واضاف: «لقد التزمنا بالاجابة على 6 اسئلة رئيسية طرحتها الوكالة وبعد الرد عليها أبدت الوكالة انها تلقت الاجابة المنشودة وانه قد تم حل الموضوع».
وفي العاصمة الصينية بكين، أعلن رئیس مجلس الشوری الإسلامي (البرلمان) علي لاریجاني، أمس، لدی لقائه رئیس المجلس المحلي في محافظة شا آنشي، جایوجنغ یونغ، ان العلاقات الایرانیة الصینیة هي في أعلی مستویاتها. ووصف لاریجاني مباحثاته مع المسؤولین الصینین بانها کانت جیدة وبناءة.
وفي طهران، تطرّق خطيب الجمعة المؤقت الى ذكرى سيطرة «الطلاب السائرون على نهج الامام» الخميني على وكر التجسس الأميركي في 4تشرين الثاني 1979، حيث اطلق على هذه العملية «الثورة الثانية».
واعتبر خاتمي أن «بث الفرقة هي إحدى صفات فراعنة الوقت الحاضر»، قائلاً: «من هم الذين يحرّضون التكفيريين على قتل المسلمين، ففي كل يوم يُقتَل الأبرياء في العراق وسوريا وباكستان، وجميع القرائن تدل على أن أميركا وحلفاءها مثل السعودية تموّل هؤلاء التكفيريين لتعميق الشرخ بين المسلمين».
وفي تلميح الى ما أعلن الاسبوع الماضي عن ازالة شعارات مناهضة للولايات المتحدة في طهران بعد الانفتاح الايراني على واشنطن، أوضح خاتمي أن «أميركا اثبتت من خلال التجربة انها لا تقدم أي امتياز في المفاوضات الى الطرف الآخر، فهي تفهم لغة المقاومة فقط، فعندما تقول مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي (كاثرين اشتون) نمارس الضغوط ونتفاوض في وقت متزامن للمضي قدماً، فنحن أيضاً نقول لهم نطلق شعار الموت لأميركا تزامناً مع التفاوض».
في السياق، أشار نائب القائد العام لقوات «تعبئة المستضعفین» في ايران، العمید علي فضلي، الی اجراء «مناورات محرم 2»، قائلاً: «إن اجراء هذه المناورات تستعرض قدرات الأمة الاسلامیة وذلك علی اعتاب الذكری السنویة لسیطرة وكر التجسس (السفارة الأميركیة في طهران) باعتباره أكبر حدث في التاریخ المعاصر».
واعتبر إجراء «مناورات محرم 2» في منطقة أصفهان، بأنها تشكل استمراراً لسلسلة مناورات «الی بیت المقدس»، وتنفیذاً لأوامر المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامیة علي خامنئي، لتعزیز القدرات الدفاعیة لقوات التعبئة.
وأكد مشاركة 38 الف تعبوي من محافظات اصفهان وجهارمحال وبختیاري واردبیل وأذربیجان الشرقیة وكهكیلویه وبویر احمد، لافتاً الی اجراء 32 مناورة خلال العام الماضي في مختلف المحافظات الإیرانیة.
في المقابل، التقى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، وفداً رفيع المستوى الى كابيتول هيل (مقر الكونغرس) في مسعى تقوم به ادارة الرئيس باراك أوباما لإثناء المشرعين الأميركيين عن فرض عقوبات جديدة على إيران واعطاء فرصة للمحادثات الدبلوماسية الحساسة الجارية بشأن برنامجها النووي.
ويرى الرئيس الأميركي أن هناك فرصة للتوصل الى اتفاق دولي يمنع ايران من تطوير سلاح نووي، وهو يشعر بالقلق من ان يؤدي ضغط الكونغرس إلى فرض مزيد من العقوبات على طهران الى تعقيد المفاوضات.
والتقى كل من بايدن ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزير الخزانة جاك لو، في اجتماع مغلق مع الزعماء الديموقراطيين في مجلس الشيوخ والأعضاء الجمهوريين والديموقراطيين في اللجنة المصرفية لاحاطتهم بما توصلت اليه المحادثات مع ايران.
ومن المقرر إجراء جولة جديدة من المحادثات بين القوى العالمية الست وايران في جنيف الاسبوع المقبل.
وأفاد مسؤول في مكتب بايدن بأن الرسالة التي نقلتها الإدارة مفادها بأنه قد يجيء وقت تكون فيه حاجة لفرض مزيد من العقوبات، لكن الوقت الراهن ليس بالوقت المناسب لتحرك الكونغرس.
لكن مهمة اقناع الكونغرس بهذه الرسالة ليست سهلة، فالمجلس التشريعي يميل الى اتخاذ موقف أكثر تشدداً من إدارة أوباما إزاء ايران. وقال عدد من المشرعين بعد الاجتماع المُغلَق إنهم لم يقتنعوا برأي المسؤولين وان هناك حاجة لفرض عقوبات جديدة لاثناء طهران عن طموحاتها النووية.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، عضو اللجنة المصرفية للصحافيين، روبرت منينديز: «لست مستعداً للالتزام» بأي تأخير جديد.
وقال السناتور الجمهوري مارك كيرك، المعارض بشدة لتأجيل العقوبات، إنه اذا أخرت اللجنة المصرفية التصويت على فرض مزيد من العقوبات على ايران سيعمل على ضم قرار العقوبات الإضافية الى مشروع قرار متعلق بالدفاع سيعرض على مجلس الشيوخ في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال آخرون إنهم أكثر انفتاحاً لدعوة التأجيل.
وقال السناتور الجمهوري مايك جوهانز «أعطي اعتباراً لأن هذه المفاوضات قد تثمر ولذلك سنرى». لكنه اضاف ان اي تأخير لن يكون طويلا.
واشار السناتور الديموقراطي تيم جونسون، رئيس اللجنة المصرفية التي تدرس العقوبات، إلى أنه لم يقرر بعد ما اذا كان سيرجيء التصويت على العقوبات الجديدة مرة أخرى.
وكان من المقرر أن تصوّت اللجنة المصرفية على العقوبات الجديدة على إيران في أيلول، لكنها امتنعت بعد ان طلب أوباما مهلة لدى استئناف المحادثات مع طهران.
واستؤنفت المحادثات الدولية حول برنامج إيران النووي بعد تولي الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني، السلطة في آب.
(رويترز، إرنا، فارس، مهر)