قدّم المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية في ايران، علي خامنئي، دعماً قوياً أمس لمسعى الشيخ حسن روحاني، بخصوص المفاوضات النووية، مطالباً المتشددين بعدم اتهام الرئيس بالتساهل مع أميركا، العدو القديم لطهران. لكن الحرس الثوري شدّد على ضرورة استمرار العداء لواشنطن، فيما عمّت أروقة البرلمان الإيراني أمس صيحة: «الموت لأميركا». ويقوم روحاني بزيارة لتركيا في شهر كانون الاول المقبل، حسبما جاء في اعلان على الصفحة الشخصية لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، في موقع «تويتر»، في وقت ذكر فيه موقع «واللا» الإخباري العبري أن نائب وزير الخارجية الإسرائيلية، زئيف ألكين، عقد قبل أيام العاصمة الجورجية، تبليسي اجتماعاً بسفراء إسرائيل في خمس دول مجاورة لإيران هي أذربيجان وتركمانستان وأوزباكستان وكازاخستان وجورجيا، لحثهم على تقوية العلاقات بين تل أبيب وتلك الدول في ضوء التقارب الإيراني الغربي.
وعشية ذكرى «اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي» الذي يتعلق باقتحام طلبة ايرانيين السفارة الأميركية في طهران في 4 تشرين الثاني 1979 الحدث محوري في العلاقات الأميركية الإيرانية، قال خامنئي: «يتعين ألا يعتبر أحد مفاوضاتنا تنازلات». وأضاف أن الفريق المفاوض في إدارة روحاني «هم أبناء الثورة ومسؤولو الجمهورية الإسلامية الذين يؤدون بجهود كبيرة مهمتهم الصعبة ولا ينبغي لأحد ان يقوم بإضعافهم أو إهانتهم أو وصمهم بالمساومين». وأضاف: «إنني أكرر هنا توصيتي السابقة بأنه لا ينبغي الثقة بابتسامة العدو... توصيتي للمسؤولين في المجال السياسي والمفاوضات هي أن التزموا الحذر، ولا تنخدعوا بابتسامة العدو».
وأكد خامنئي أن المفاوضات مع الدول الست، التي تأتي أميركا ضمنها، هي فقط حول القضية النووية وليست غير ذلك. وقال: «لن نتضرر من هذه المفاوضات بإذن الله، بل إنها كتجربة التجميد المؤقت للتخصيب في العامين 2003 و 2004 ترفع مستوى الاستيعاب الفكري والتحليلي للشعب». ووصف وضع الملف النووي الإيراني اليوم بأنه يختلف اختلافاً شاسعاً عما كان عليه قبل عقد من الزمن. وأضاف: «لست متفائلاً بالمفاوضات الجارية لأنه ليس من المعلوم إن كانت ستحقق النتائج التي يترقبها الشعب أو لا، لكننا نعتقد أن لا إشكالية في هذه التجربة، شرط ان يكون الشعب يقظاً وان يعلم ما الذي يجري».
وانتقد خامنئي بشدة بعض العناصر «الدعائية الساذجة او المغرضة»، مشيراً الى لجوء «البعض وعبر السير على نهج وسائل الإعلام الأجنبية من خلال تضليل الرأي العام، الى الايحاء بأنه لو استسلمنا في القضية النووية ستحل جميع المشاكل الاقتصادية وغير الاقتصادية».
من جهته، أكد وزیر الدفاع العميد حسين دهقان، ان أمن ایران مضمون، مشدداً على أن «وزارة الدفاع، مع إدراكها للأوضاع الداخلیة والخارجیة، تسعی الی قوة ردع مؤثرة في مواجهة تهدیدات الأعداء».
في غضون ذلك، بعد نحو اسبوع من إزالة لافتات مناهضة لأميركا من شوارع ايرانية، أكد الحرس الثوري تمسكه بشعار «الموت لأميركا» الذي يتردد أثناء الاحتفالات الرسمية. وقال الحرس، على موقعه الرسمي، ان «شعار الموت لاميركا، هو رمز مقاومة وتصميم الأمة الايرانية في مواجهة هيمنة الولايات المتحدة التي هي أمة قمعية لا تستحق الثقة»، مشيراً الى أن «الحقد الثوري للايرانيين سيُسمع عبر شعار «الموت لاميركا» في 13 أبان» اليوم.
وكان إمام صلاة الجمعة في طهران، أحمد خاتمي، قد شدد على أن ايران يجب ان تواصل اطلاق شعار «الموت لأميركا» في الوقت نفسه مع المفاوضات حول البرنامج النووي. وردد نواب مجلس الشورى الإسلامي الإيراني أمس هذا الشعار بعد انتهاء كلمة النائب الأول للبرلمان محمد حسن ابوترابي فرد، الذي تحدث فيها حول يوم 13 آبان وضرورة مقارعة الاستكبار العالمي، حسب وكالة «فارس».
إلى ذلك، نشر موقع وزارة النفط الإيرانية على الانترنت، أن الاختيار وقع أمس على المحافظ السابق للبنك المركزي الإيراني، محمد حسين عادلي، لتولي منصب الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز.
(فارس، مهر، إرنا، أ ف ب، رويترز)