أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن العلاقات بين ايران وفرنسا «شهدت أياماً أفضل»، معرباً عن الأمل في ان تبدي باريس مزيداً من «الواقعية والمرونة»، بينما نفى مساعده للشؤون الدولية والقانونية عباس عراقجي، ما نشرته وسائل اعلام اجنبية حول مشاركة ايران واسرائيل في اجتماع نووي عُقد في سويسرا. وقال ظريف، في حديث لصحيفة «لوموند» نُشر أمس غداة لقاء في باريس مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، وعشية التوجه الى جنيف للمشاركة في المباحثات الدولية حول الملف النووي الايراني: «لدينا روابط تاريخية شهدت الأفضل والأسوأ ولسنا في الأفضل». لكنه أعرب عن «الأمل في ان نتمكن من المضي قدماً وان يبدي الفرنسيون واقعية ومرونة وارادة في ابرام اتفاق».
وردا على سؤال حول ما اذا كانت فرنسا متشددة أكثر من الولايات المتحدة في هذه المباحثات، قال «نعم».
واضاف، في المقابلة التي اجراها قبل لقائه فابيوس، «اليوم هناك انفتاح مع حكومة جديدة انتخبها الشعب الايراني، ولو كنت اتولى منصباً في باريس لاغتنمت الفرصة، ولاحتفظت بهذه النافذة مفتوحة قبل ان تغلق».
وشارك ظريف في المؤتمر العام السابع والثلاثين لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في باريس، حيث ألقى خطاباً.
وفي جنيف، تستأنف إيران المفاوضات مع مجموعة الدول الست «5+1» لمدة يومين، وتضم الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا.
ويرأس الفريق الإيراني المفاوض، الذي وصل صباح أمس الى المدينة السويسرية، مساعد وزير الخارجية للشؤون الدولية والقانونية عباس عراقجي.
ونفى عراقجي ما ذكرته قناة «روسيا اليوم» بشأن مشاركة ايران واسرائيل في اجتماع نووي، قائلاً: «إن مثل هذا الخبر اشبه ما يكون بمزحة».
وكانت قناة «روسيا اليوم» قد نقلت عن وكالة «رويترز» أن مؤتمراً عُقِد يومي 21 و22 تشرين الأول الماضي في قرية تدعى «غليون» في سويسرا في اطار مشروع جعل الشرق الأوسط خالياً من الأسلحة النووية، وان دبلوماسيين من ايران ودول عربية واسرائيل شاركوا في المؤتمر.
في هذه الأثناء، أكدت مصادر مواكبة لمسار المحادثات بين ايران والدول الست لجريدة «الأخبار»، أن هناك خطة كبيرة لدى اسرائيل لشن حرب إعلامية لتعكير اجواء المحادثات، في حين أن الطرف الإيراني قد أعدّ سلّة اقتراحات جدية لعرضها على الطرف الآخر ويأمل أن يتعامل معها الطرف الغربي بجدية في مناقشتها لهذه الاقتراحات.
وأضافت هذه المصادر أن هذه الأعمال التدميرية قد ظهرت خلال المراحل السابقة للمحادثات بصورة ترسيم الطرف الغربي كالذي يقدم التنازلات، وايران كالطرف الذي يقف دائماً كعقبة امام عجلة المحادثات.
وتشير بعض التقارير التي نقلتها مصادر مطّلعة إلى تحرك مضاعف لإسرائيل من اجل الاستمرار في البروباغاندا الإعلامية، وذلك عشية بدء مفاوضات جنيف.
وتؤكد أن وزارة الخارجية الاسرائيلية أنها كلفت سفراءها ودبلوماسييها بتكثيف علاقتهم مع الصحافيين، والاعلاميين والمحللين المتابعين للملف النووي الإيراني والباحثين في الشؤون الايرانية.
إلى ذلك، قُتل مدعي عام مدينة زابل، المحاذية لأفغانستان في ولاية سيستان بلوشستان الايرانية، موسى نوري، في «عمل ارهابي» أمس، حسبما أفادت مصادر قضائية.
(أ ف ب، مهر، فارس، إرنا)