نفت طهران أمس اتهامات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي حمّلها مسؤولية الفشل في التوصل الى اتفاق أثناء المفاوضات النووية في جنيف. ورداً على تصريح كيري الذي اتهم إيران أول من أمس بالمسؤولية عن غياب الاتفاق بعد ثلاثة أيام من المحادثات المكثفة في جنيف حول البرنامج النووي الإيراني، لمّح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تغريدة على «تويتر»، الى تصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الذي حملت عليه وسائل الإعلام الإيرانية بعد تقارير بأنه أفسد اتفاقاً محتملاً.
وتساءل ظريف: «السيد وزير الخارجية، هل هي إيران من غيّر نصف النص الأميركي الخميس وأدلى بتصريحات متناقضة صباح الجمعة؟».
كذلك روسيا حليف طهران، رفضت بدورها اتهامات كيري، مؤكدة أن طهران غير مسؤولة عن عدم التوصل الى اتفاق.
وقال مصدر في وزارة الخارجية الروسية إن «المسودة المشتركة كانت تناسب الجانب الإيراني. لكن بما أن القرارات في المفاوضات تتخذ بالإجماع، فإنه لم يكن بالإمكان التوصل الى اتفاق نهائي»، مشدداً على أن «هذا لم يكن ذنب الإيرانيين».
ورفض المصدر تصريح وزير الخارجية الأميركي الذي قال إن الدول الست الكبرى المعروفة (5+1) كانت موحدة في المحادثات، وإن الإيرانيين هم الذين لم يكن بإمكانهم القبول بالمقترح.
وقال المصدر «إن تفسيرات كتلك تبسّط بشكل مفرط، بل تشوّه ما حدث في جنيف».
في غضون ذلك، قال مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية لشؤون الإعلام والتعبئة، العميد مسعود جزائري، في الإشارة الى أداء فرنسا في مفاوضات جنيف الأخيرة، «إن أداء فرنسا اقتصر على الدور الموكل لها، ويبدو أنها تلعب هذا الدور بصورة تبعث على السخرية».
وفي تصريح خاص لوكالة أنباء «فارس»، قال العميد جزائري، «إن دور فرنسا مكشوف تماماً، ومن الواضح أنها تلعب هذا الدور وفق خطة مسبقة مماثلة تماماً للسلوك الذي بدر عن الكيان الصهيوني خلال الفترة الأخيرة».
الى ذلك، أكد عضو هيئة رئاسة مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) محمد دهقان، أن المجلس سيكلّف الحكومة بتطوير التقنية النووية، وذلك في معرض رده على تهديد الكونغرس الأميركي بتشديد العقوبات على إيران.
وقال لوكالة «مهر» للأنباء ضمن إشارته الى محادثات جنيف بين إيران ومجموعة 5+1: «على الرغم من الشكوك التي تساور القيادة والشعب الإيراني حول سلوك أميركا وصدقيتها، إلا أن الفريق الدبلوماسي الإيراني، المكون من دبلوماسيين محنكين ويمتلكون منطقاً قوياً، قبل بهذه المجازفة وجلس على طاولة المفاوضات».
(أ ف ب، فارس، مهر)