في ختام محادثات ماراثونية مع المسؤولين الإيرانيين في طهران، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، أمس، أنه لم يرصد تغيراً «جذرياً» في البرنامج النووي الإيراني خلال الثلاثة أشهر الماضية، وهي نفس الفترة تقريباً التي تسلّم فيها الرئيس حسن روحاني رئاسة البلاد، بينما رأى رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، أن توقيع الاتفاق النووي مع يوكيا أمانو سيمهد الأرضية لتلطيف الأجواء وإعادة الثقة إلى إيران. وقال، في مقابلة مع القناة الثانية في التلفزيون الإيراني: «إن تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية قديم وطويل الأمد، حيث إن إيران من أوائل الدول التي انضمت إلى معاهدة حظر الانتشار النووي. طبعاً، هناك قضايا سوء الفهم التي حدثت في ما بعد ومزاعم زمرة المنافقين (منظمة مجاهدي خلق)، أن إيران لديها نشاطات سرية في ناتنز (وسط إيران) والتي رد عليها المدير العام السابق لوكالة الطاقة محمد البرادعي، في حينها».
وأضاف صالحي أن «طرح مثل هذه الشبهة أدى إلى تسييس القضية النووية التي لها خلفية تقنية وأكثر من ذلك أسس حقوقية، ومنذ عام 2002 ولحد الآن انشغلنا بهذا الملف».
وأكد رئيس منظمة الطاقة الذرية أن إيران قدّمت الأجوبة اللازمة على استفسارات الوكالة الدولية، وذلك في 107 صفحات، مشيراً إلى أن البيان المشترك الذي وقعه مع يوكيا خلال زيارته الأخيرة لطهران، شدد على حل القضايا العالقة على أساس حسن النيات وإرادة الجانبين.
وأوضح صالحي أن الاتفاق يتضمن ستة بنود هي: تفقد مصنع المياه الثقيلة في آراك (وسط البلاد)، تفقد منجم غتشين، المعلومات المتعلقة بالمفاعلات البحثية التي من المقرر إنشاؤها، أماكن بناء المحطات النووية، عدد المفاعلات البحثية والتخصيب الليزري.
وأعرب عن أمله أن يوضع الحجر الأساس لثاني محطة نووية لتوليد الطاقة الكهربائية في البلاد في بداية العام الإيراني المقبل (يبدأ في آذار 2014).
ولفت إلى أن المنشآت النووية الإيرانية تنتج حالياً 15 عقاراً طبياً مشعاً، وأقامت منظمة الطاقة ورشات تعليمية عديدة بالتعاون مع الوكالة الدولية في إيران، فضلاً عن إحراز التقدم في إنتاج المعدات والأجهزة الخاصة بالتقاط الصور الدقيقة.
في المقابل، قال المدير العام للوكالة التابعة للأمم المتحدة إن الجمهورية الإسلامية ما زالت مستمرة في أكثر أنشطتها النووية حساسية، وهي تخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء 20 في المئة.
وأضاف أنه ما زال يتعين على إيران أن «تفعل الكثير» لاستكمال مفاعل آراك للأبحاث، وهو مفاعل يثير قلق الغرب كثيراً؛ لأنه يمكنه إنتاج مواد تستخدم في صنع قنبلة بعد تشغيله.
وعشية صدور متوقع لتقرير وكالة الطاقة ربع السنوي المقبل بشأن أنشطة إيران النووية. قال يوكيا: «يمكنني القول إن أنشطة التخصيب مستمرة... لم يتم إبلاغي بتغيير جذري».
في تداعيات محادثات جنيف بين إيران والقوى الكبرى «5+1» أفاد البيت الأبيض بأن مجموعة الست متحدة في جهودها للتفاوض على اتفاق نووي مع إيران، رغم مؤشرات على انقسامات في ما بينها.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، إن الولايات المتحدة وحلفاءها الرئيسيين كانوا متحدين في جنيف في جولة محادثات اختتمت يوم السبت الماضي، مضيفاً بقوله: «ما زلنا متحدين».
وأضاف كارني أن الولايات المتحدة ما زالت تعمل على التوصل إلى اتفاق. ومن المقرر إجراء المزيد من المحادثات في وقت لاحق هذا الشهر، مشدداً على أن أي اتفاق يجري التوصل إليه «يجب أن يلبي معاييرنا» بإيجاد وسيلة للتحقق من عدم تطوير إيران أسلحة نووية.
وأضاف: «يتعين علينا متابعة ذلك. نحتاج لمعرفة ما إذا كانت إيران جادة».
(إرنا، رويترز)