قدّم أعضاء مجلس الشورى الإسلامي في إيران (البرلمان) مشروع قرار بصفة عاجلة للغاية يُلزِم الحكومة بصون الحقوق النووية للشعب الإيراني، في وقت دحضت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الايرانية مرضية أفخم، الأنباء التي تحدثت عن توقف البرنامج النووي لبلادها، وتزامن ذلك مع نفي وزير الدفاع العميد حسين دهقان، ما ذكرته صحيفة «صنداي تايمز» نقلاً عن منظمة «مجاهدي خلق» المعارضة حول نشاط نووي في إحدى الصناعات الدفاعية الإيرانية. وعشية محادثات جنيف-3 التي يلتقي خلالها نظيرته الأوروبية كاثرين أشتون، رأى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في روما «امكانية فعلية» للتوصل الى اتفاق حول الملف النووي الإيراني.
وقال الوزير الايراني في تصريح صحافي «انا ذاهب الى جنيف وكلي تصميم على العودة باتفاق. ارى امكانية فعلية بالتوصل الى ذلك»، الا انه اعتبر مع ذلك ان اسرائيل «تحاول نسف» المفاوضات بين ايران والقوى العظمى.
من جهة ثانية، قال وزير الدفاع الايراني في معرض رده على تقرير «مجاهدي خلق» عن انشاءات نووية سرية جديدة في ايران، إنه «على اعتاب مفاوضات جنيف، بدأت جبهة الصهاينة والمنافقين المفلسة مجدداً بتخريب مسار مفاوضات مجموعة «5+1» مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وتضليل الرأي العام العالمي».
وأضاف دهقان: «ان (رئيس وزراء اسرائيل بنيامين) نتنياهو وزمرة المنافقين الإرهابيين والذين تُعتبر الخيانة والكذب من صفاتهم البارزة، أقدموا في اجراء خبيث منسق على اشاعة خبر مزيف ليتمكنوا حسب اوهامهم من المساس من الدبلوماسية الناجحة للجمهورية الاسلامية الايرانية».
وعشية استئناف المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5+1» في جنيف، أعلن عضو البرلمان الإيراني مهدي موسوي نجاد، أن اكثر من 50 نائباً ايرانياً وقعوا على مسودة مشروع قرار بصفة عاجلة للغاية يُلزِم الحكومة بصون الحقوق النووية للشعب الايراني لمناقشته بصفة عاجلة.
ولفت الى ان مشروع القرار سيقدم الى لجنة الرئاسة في مجلس الشورى اليوم، موضحاً أن مشروع القرار يضم 10 بنود منها الزام الحكومة باكمال مشروع تشييد مفاعل اراك للمياه الثقيلة، والاستمرار في نشاطات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة، وأن تكون الأطر الاستراتيجية النووية للبلاد منسجمة مع معاهدة حظر الانتشار النووي.
من جهتها، تناولت المتحدثة باسم الخارجية، خلال مؤتمرها الصحافي الاسبوعي في طهران أمس، التقرير الاخير للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو، حول الانشطة النووية الايرانية، قائلة «إن تقرير امانو الجديد يُعتبر أكثر توازناً بالمقارنة مع سابقاته، والذي جاء بناء على الاتفاقات الحاصلة بين منظمة الطاقة الذرية الايرانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية وفق التوجهات الجديدة».
وأكدت ان لا صحة لبعض الأنباء التي أفادت بتوقف الأنشطة النووية الايرانية، مؤكدة أن «البرنامج النووي يجري في مساره الطبيعي وفق جدولة زمنية محددة مثلما أعلنت منظمة الطاقة الذرية» الايرانية.
الى ذلك، شكل آلاف الطلبة الجامعيين من كافة أنحاء إيران أمس سلسلة بشرية حول موقع فوردو النووي قرب طهران.
وتجتمع إيران مع القوى الدولية الست الكبرى (روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا) اليوم في جولة جديدة من المفاوضات بعدما اقترب الجانبان من الموافقة على اتفاق مؤقت خلال محادثات في وقت سابق هذا الشهر.
وتعثرت تلك المحادثات بسبب حذف اعتراف صريح بحق إيران في تخصيب اليورانيوم في نص المسودة، ومطالبة الوفد الفرنسي بإغلاق مفاعل آراك.
الى ذلك، قال مشرّعون أميركيون ومساعدون في الكونغرس إن من غير المرجح ان يطرح التشريع الخاص بفرض عقوبات مشددة جديدة على ايران للتصويت في مجلس الشيوخ قبل كانون الأول بعد انتهاء الجولة التالية من المفاوضات بشأن برنامج طهران النووي.
وبينما كان المفاوضون والدبلوماسيون يستعدون للتوجه الى جنيف لاجراء جولة ثالثة من المحادثات النووية مع ايران هذا الاسبوع كان اعضاء الكونغرس يناقشون خلف أبواب مغلقة ما اذا كانوا سيمضون قدماً في فرض جولة أخرى من العقوبات الاقتصادية المشددة على ايران بسبب برنامجها النووي.
وكان الرئيس الاميركي باراك أوباما قد طلب تأجيل فرض المزيد من العقوبات على ايران لاتاحة المزيد من الوقت للتوصل الى اتفاق دبلوماسي.
(أ ف ب، رويترز، مهر، فارس)