رأى الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن مشاكل إيران الاقتصادية تتجاوز العقوبات الغربية، محمّلاً سلفه محمود أحمدي نجاد مسؤولية «ركود تضخمي لا نظير له»، في وقت أكد فيه وزیر الخارجیة الایراني محمد جواد ظریف أنه سیزور السعودية قريباً، في إطار جولة خليجية تشمل الكويت وسلطنة عمان. ولمناسبة مرور 100 يوم على توليه منصبه، قال الرئيس الايراني إن الاقتصاد انكمش ستة في المئة على مدى السنة المنتهية في آذار الماضي، أي حين بلغت نسبة التضخم نحو 40 في المئة. وأضاف أن «هذه الحقائق تبين الأوضاع التي ورثناها والأجواء التي نتعامل فيها مع المشاكل».
ورغم إيرادات 600 مليار دولار من صادرات النفط على مدار ثمانية أعوام، أوضح روحاني أن نجاد خلّف ديوناً بنحو 67 مليار دولار. وبلغ الناتج المحلي الإجمالي الاسمي لإيران 549 مليار دولار في 2012، وسينكمش إلى 389 مليار دولار في 2013 بحسب توقعات صندوق النقد الدولي الصادرة في تشرين الأول.
وقال روحاني «لا أريد أن أقول إن جميع المشاكل الاقتصادية مرتبطة بالعقوبات. جزء كبير من المشكلة يرجع إلى سوء الإدارة»، مضيفاً أن خفض نسبة التضخم من أولويات حكومته. وأوضح أن نسبة التضخم هبطت إلى 36 في المئة في نهاية تشرين الأول، وأن الحكومة تهدف لخفضها إلى 35 في المئة في نهاية السنة الفارسية الحالية في آذار 2014 وأن تنزل إلى ما دون 25 في المئة في العام التالي.
وتابع أن حكومته تهدف إلى دعم الزراعة من أجل خفض اعتماد البلاد على الواردات، قائلاً «حين تصارع العالم ينبغي أن تعتمد على نفسك. لا يمكن مجابهة العالم بالشعارات».
من جهة ثانية، أكد الرئيس الإيراني ضرورة تطوير التعاون الاقتصادي بين إيران وتركيا، معرباً عن ترحيبه بإجراءات رفع مستوى التبادل بين البلدين.
ولدى استقباله وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو في طهران أمس، أشار روحاني الى أن اتفاق جنيف بين إيران والسداسية الدولية أزال العقبات من أمام تطوير علاقات إيران مع البلدان الأخرى.
واعتبر روحاني مكافحة الارهاب والتطرف، والسعي للدفاع عن سيادة بلدان المنطقة على أراضيها، والحفاظ على الأمن والاستقرار، أهدافاً مشتركة بين إيران وتركيا.
أما داوود أوغلو فقد أشار الى الترحيب الواسع لدى كبار المسؤولين في تركيا لاستقبال الرئيس روحاني، واصفاً العلاقات بين طهران وأنقره بأنها منقطعة النظير.
وقال إن إيران وتركيا، برغم جميع ألوان الحظر، رفعا خلال السنوات العشر الماضية علاقاتهما الاقتصادية الى أعلى مستوى ممكن.
من ناحية ثانية، تلقّى الرئيس الإيراني أمس من نظيره السوري بشار الأسد اتصالاً هاتفياً رأى فيه الأخير أن الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه بين طهران والدول الكبرى هو نتيجة «لثبات موقف القيادة الايرانية» في هذا الملف، حسبما أوردت صفحة الرئاسة السورية على موقع «فياسبوك» أمس.
وجاء في الخبر أن «الرئيس الأسد أجرى اتصالاً هاتفياً مع الرئيس حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أكد خلاله أن نجاح الدبلوماسية الإيرانية في التوصل إلى اتفاق مع دول الـ5+1 في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، جاء نتيجة لصمود الشعب الإيراني وتمسّكه بحقوقه، ولثبات موقف القيادة الإيرانية المبدئي القائم على الحفاظ على سيادة إيران وقرارها المستقل».
كذلك، قال وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليحي، أثناء اجتماعهم في الكويت أمس، «تابعنا بارتياح إبرام الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني... ونعرب عن ارتياحنا لهذا الاتفاق، آملين أن يكون مقدمة للتوصل لحل شامل لهذا الملف».
من ناحية ثانية، التقى رئيس الطاقم الفرنسي في المفاوضات النووية مع إيران، جاك أوديبرت، ورئيس الطاقم البريطاني سيمون غاس، مع وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شطاينتس، على أن يلتقي غاس أيضاً مع عدد من المسؤولين السياسيين والدبلوماسيين والأمنيين الاسرائيليين، حيث سيطلعهم على التقدم في العلاقات الدبلوماسية بين بريطانيا وإيران.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أكد للوزير شطاينتس، خلال محادثة بينهما، أن بريطانيا مهتمة باستمرار التنسيق الوثيق مع إسرائيل في القضية الايرانية، وأنه يتوقع منها ألا تقدم على خطوات تؤدي الى تخريب الاتفاق. وأبلغ هيغ شطاينتس أيضاً ضرورة أن تسلم إسرائيل بالاتفاق المرحلي مع إيران، والنظر الى الامام، داعياً إياه الى ضرورة استغلال المفاوضات حول اتفاق الوضع النهائي خلال الاشهر الستة المقبلة، من أجل أن تقدم إسرائيل مواقفها وأفكارها في هذا المجال.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني في مؤتمر صحافي مشترك مع نظیره التركي، إنه سیزور كلاً من الكویت وسلطنة عمان والسعودیة في المستقبل القریب، حسبما نقلت عنه وكالة «إرنا».
وفي كلمته أمام مجلس الشورى الاسلامي أمس، دافع ظريف عن الاتفاق النووي الذي أبرمته بلاده مع مجموعة «5+1» الدولية، قائلاًَ «لقد أعلنت في جميع تصريحاتي أن على الغرب أن يكسب ثقة الشعب الإيراني، وأن بعض الإجراءات بدلاً من أن تكسب ثقة الشعب تقود الى فقدان هذه الثقة».
وأشار ظريف الى أن «مفاوضاتنا مع الغرب كانت مكرسة في الشأن النووي ولم نتناول أي قضية أخرى»، موضحاً «إننا لم نتأثر بالحظر الأميركي المفروض علينا منذ 35 عاماً، ولكننا بدأنا نواجه حرجاً عندما دخل حظر مجلس الأمن حيّز التنفيذ على خلفية برنامجنا النووي». وأكد أنه «عندما ينهار حظر مجلس الأمن سيتحول الحظر الاميركي الى مجرد قصاصات ورق كما كانت من دون مفعول خلال السنوات الـ35 الماضية»، مشيراً الى أن اتفاق جنيف ــ 3 «ينظر اليه كمجموعة واحدة، أي إذا لم يتم تنفيذ جانب منه فإنه سينهار بأكمله».
في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، ضرورة الحفاظ على هيكلية التقنية النووية السلمية لإيران بشكل كامل، مشيراً الى أن «إيران تقر معاهدة حظر الانتشار النووي. وفي موضوع تخصيب اليورانيوم، لسنا بحاجة الى تأييد الغربيين، لأننا نمتلك هذا الحق». وأضاف «بالطبع إننا لا نحتاج الى تأييد الغرب في قضية تخصيب اليورانيوم، فإيران عندما قبلت بمقررات معاهدة حظر الانتشار النووي أصبحت تمتلك هذا الحق حتى لو لم تسنح لها الفرصة لممارسة نشاطها فيه أو توظف استثمارات فيه».
في هذه الأثناء، أكد المتحدث باسم الحكومة الايرانية، محمد باقر نوبخت، أن النتائج الاقتصادية الناجمة عن اتفاق جنيف بين إيران ومجموعة «5+1» تفوق 8 مليارات دولار.
الى ذلك، تم أمس في إيران إزاحة الستار عن أحدث منظومة رادار بعيد المدى للمراقبة الجوية أطلق عليه تسمية «عصر» بحضور نائب القائد العام للجيش الايراني العميد محمد موسوي، وقائد القوة البحرية للجيش الأميرال حبيب الله سياري. ويعتبر هذا الرادار من أحدث منظومات الرادار الاستراتيجية، حيث يمكن تركيبه على مختلف أنواع المدمرات والبوارج الحربية.
(أ ف ب، رويترز، فارس)