لم يكن قرار الولايات المتحدة توسيع قائمتها السوداء للمؤسسات والأفراد الذين يشتبه في انتهاكهم العقوبات الاميركية المفروضة على طهران عاملاً لوقف المحادثات النووية بين الأخيرة والدول الست الكبرى، رغم امتعاضها. فقد أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، أن إيران تواصل «جدياً» هذه المفاوضات مع مجموعة «5+1» على الرغم من «المبادرة غير المناسبة» التي قامت بها واشنطن. وقال ظريف، على صفحته على «فايسبوك» أمس، «سنواصل جدياً المفاوضات وسنرد بشكل مدروس ومحدد ومناسب على كل خطوة غير مناسبة وغير بنّاءة»، مضيفاً أن «التفاوض والتوصل الى نتيجة مهمة صعبة وسنواجه بالتأكيد تقلبات. توقعنا ذلك منذ البداية».
وأوضح الوزير الإيراني «في الأيام الأخيرة، قام الأميركيون بمبادرات غير ملائمة وقدمنا الرد المناسب بعدما أخذنا في الاعتبار كل جوانب المسألة».
وقال ظريف إن «أصدقاء لم يسرّهم الاتفاق أعلنوا موته قبل ولادته، ما يعبّر عن رغباتهم بدلاً من الحقيقة».
وأضاف أن «فريق المفاوضين يتحمل مسؤولية كبيرة (...) ومستعد لالتزام الصمت حيال الانتقادات الجائرة من أجل المصلحة الوطنية»، مؤكداً أن الفريق «سيرد على الانتقادات والالتباس في الوقت المناسب».
إلا أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أكد الجمعة الماضي أن هذه المفاوضات ستُستأنف «في الأيام المقبلة»، مقلّلاً من أهمية التعليق، على غرار وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون التي تمثل القوى العظمى في هذه المفاوضات.
وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أعلنت الجمعة أن الخبراء الإيرانيين عادوا الى طهران «للتشاور» من دون أن توضح أسباب هذا القرار.
ونددت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية أفخم بـ«بادرة غير مجدية تثير تساؤلات»، محذّرة من أن واشنطن ستكون مسؤولة كلياً عن «عواقب هذا القرار».
من جهة أخرى، قال وزير خارجية السويد كارل بيلت إنه لا يوجد سبب يمنع الاتحاد الأوروبي من تخفيف بعض العقوبات المفروضة على إيران في كانون الثاني في إطار الاتفاق المؤقت بين طهران والقوى العالمية الست لتقليص أنشطة برنامجها النووي.
وأبلغ بيلت وكالة «رويترز»، على هامش مؤتمر في موناكو، أنه «لا أعتقد أن ما حدث في فيينا كان مشكلات. لقد جرى تضخيمه... يحدوني أمل بأن نشهد رفع العقوبات في كانون الأول. لا أرى سبباً يحول دون ذلك».
الى ذلك، أفادت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن طهران أرسلت قرداً ثانياً إلى الفضاء في أحدث إظهار للقدرات الصاروخية للبلاد.
وقالت «هنّأ الرئيس حسن روحاني... العلماء والخبراء الإيرانيين لنجاحهم في إرسال كائن حي ثان إلى الفضاء»، بينما أرسلت أول قرد في كانون الثاني الماضي.
وقال روحاني، على صفحته على «فايسبوك»، إن القرد اسمه فرغام، وإنه عاد إلى الأرض «بخير وعافية».
من جهة ثانية، قال روحاني، في اتصال هاتفي مع رئیس الوزراء العراقي نوري المالكي، إن الهدف من وراء ما یخطط له من عملیات إرهابیة لیس الشعب العراقي فحسب، بل العالم الاسلامي وجمیع من یخدم الشعب العراقي.
وأضاف روحاني، خلال المحادثه الهاتفیة مع نوری المالكي، حول «العملیة الإرهابیة الجبانة» التي استهدفت عدداً من المهندسین والعمال الایرانیین العاملین علی مشروع مد أنبوب الغاز في محافظة دیالی، أن «هذه الممارسات تجری لبث الفرقة وإشعال فتیل الطائفیة ولمنع التنمیة والإعمار في العراق، وللحد من تطویر العلاقات المتنامیة بین البلدین»، قائلاً «یجب أن نقف جنباً الی جنب ونتحد لمكافحة الإرهاب».
وأشار روحاني الی برامج ومشاریع الحكومة العراقیة للحیلولة دون وقوع هذه العملیات الارهابیة. وقال «یتعین علی الحكومة العراقیة أن تبذل قصاری جهدها لحفظ أرواح المقاولین وأمن الشركات الایرانیة كما حافظت علیها سابقاً».
وقال إن «تداعیات الارهاب ستعود علی تلك الدول التي تخلق الأزمات في المنطقة وتزوّد الارهابیین بالسلاح وتقوم بتدریبهم».
في غضون ذلك، أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي، علي لاريجاني، أن تأجيج النعرات الطائفية في العالم الاسلامي هو مخطط استعماري يستهدف ضمان أمن «الكيان الصهيوني».
ووصف لاريجاني، خلال استقباله أول من أمس وفداً يضم مجموعة من النخب السياسية والجامعية والاعلامية المصرية، الثورة المصرية بأنها ثورة أصيلة ومؤثرة في المنطقة، مضيفاً أن بلاده ساندت ودعمت على الدوام الحركة الثورية للشعب المصري، وأن الشعب الايراني يقف الى جانب الشعب المصري.
وفي السياق نفسه، أشار مساعد وزیر الخارجیة الإيراني، حسین أمیر عبد اللهیان، إلى أن «أعداء إیران ومصر یتضررون من تقارب البلدین ويعملون على تعكير الأجواء بينهما».
وخلال لقائه عدداً من الساسة والإعلاميين المصریین، أشار إلی «المكانة التاریخیة والحضاریة لإیران ومصر»، قائلاً: «إن ثورة 22 كانون الثاني كانت الحد الفاصل بین الدیكتاتوریة والدیموقراطیة ولا یمكن أبداً السماح بالمساس بمسار الدیموقراطیة»، معتبراً أن «القضیة الفلسطینیة هاجس مشترك لدی الشعبین الإيراني والمصري».
(رويترز، أ ف ب، مهر، إرنا)