شبهت روسيا أمس تفجيرين انتحاريين قاتلين في مدينة فولغوغراد الجنوبية بهجمات متشددين في الولايات المتحدة وسوريا ودول أخرى ودعت إلى تضامن دولي في الحرب على «الإرهابيين». ورأت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن التفجيرين الإرهابيين في مدينة فولغوغراد يمثلان محاولة لتأجيج العداء الطائفي في المجتمع الروسي. وجاء في الوثيقة التي نشرت على موقع الخارجية أمس: «إن هذه المحاولة الوقحة التي دبرت قبيل الاحتفال بعيد رأس السنة هي محاولة أخرى لفتح «الجبهة الداخلية» وزرع الهلع والفوضى وتأجيج العداء الطائفي والمواجهة داخل المجتمع الروسي». وأضاف البيان: «لن نتراجع وسنواصل بحزم وشدة كفاحنا ضد العدو الشرس الذي لا يعرف أية حدود ولا يمكن وقفه إلا بجهود مشتركة». وأشارت الوزارة إلى أنه «على خلفية الدعوات المتواصلة لقادة الجماعات الإجرامية، مثل دوكو عمروف، إلى توحيد القوى تحت راية «الجهاد» وزج المزيد من المسلحين في الحرب الإرهابية، تصبح واضحة خطورة مواقف بعض الساسة وواضعي التكنولوجيات السياسية الذين لا يزالون يحاولون تقسيم الإرهابيين إلى «صالحين» و«غير صالحين»، حسب المهمات الجيوسياسية التي ينفذونها». وحذرت من أن «مثل هذه التصرفات ادت أكثر من مرة إلى عواقب مأسوية جداً».
إلى ذلك ذكرت قناة «روسيا اليوم» أن «الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي فرانسوا هولاند، اتفقا في اتصال هاتفي، على توطيد التعاون في مكافحة الإرهاب».
وأضافت ان «هولاند أعرب خلال الاتصال، عن تضامنه مع الشعب الروسي عقب التفجيرين اللذين هزا مدينة فولغوغراد الروسية».
من جهتها أعربت الولايات المتحدة أمس عن رغبتها في قيام «تعاون أوثق» مع موسكو لضمان أمن الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي خلال شهر شباط المقبل. وأوضحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي كايتلين هايدن أن «الحكومة الأميركية اقترحت على الحكومة الروسية دعماً تاماً وكاملاً من أجل الاستعدادات الأمنية للألعاب الاولمبية في سوتشي، ونحن نرحب بتعاون أفضل لضمان سلامة الرياضيين والمشاهدين والمشاركين الآخرين». وأكدت هايدن أن «الولايات المتحدة تدين الهجومين الارهابيين اللذين هزا مدينة فولغوغراد الروسية وتوجه تعازيها الصادقة الى عائلات الضحايا».
وقد قتل 14 شخصاً على الأقل في تفجير انتحاري استهدف حافلة ركاب كهربائية في فولغوغراد أمس، وهو الثاني الذي تشهده هذه المدينة الواقعة جنوب غرب روسيا في غضون 24 ساعة، حيث أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات مكافحة الإرهاب بتعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء روسيا إثر هذا التفجير الجديد الذي يأتي قبل نحو شهر من موعد دورة الألعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي التي جعل منها بوتين أولوية وطنية.
وقد أدى تفجير أمس إلى تدمير الحافلة الكهربائية التي كانت موجودة عند موقف قريب من وسط مدينة ستالينغراد سابقاً.
وبحسب وزارة الصحة، فقد لقي أربعة عشر شخصاً على الأقل حتفهم وأصيب 28 آخرون بجروح بينهم ثلاثة أطفال.
وتشير العناصر الاولية للتحقيق في هذا العمل «الارهابي» إلى أن «العبوة الناسفة فجرها انتحاري ذكر»، كما أعلنت لجنة التحقيق الروسية.
وأمر الرئيس فلاديمير بوتين بتعزيز التدابير الأمنية في سائر أرجاء روسيا، كما أعلنت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية التي طلبت أيضاً من سكان المدينة الخروج حاملين أوراقهم الثبوتية. وطلب رئيس جهاز الاستخبارات ألكسندر بورتنيكوف من السكان تفهم هذه «الإجراءات اللازمة».
وكانت المنطقة قد وضعت منذ الأحد في حال الإنذار، وجرى تعزيز التدابير الأمنية في جميع محطات القطارات والمطارات الرئيسية في روسيا بعد انفجار محطة سكك حديد فولغوغراد، وهي من المحطات التي تشهد أكبر حركة ركاب في جنوب روسيا.
وفي معرض ردود الأفعال الدولية على التفجير الإرهابي، بعث الرئيس الصيني شي جين بينغ ببرقية تعزية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب فيها عن تعاطفه مع أسر الضحايا الذين سقطوا نتيجة العمليتين الإرهابيتين في مدينة فولغوغراد الروسية.
كذلك أعرب الأمين العام لحلف الناتو أندروس فوغ راسموسين عن أسفه لسقوط عشرات الضحايا في التفجيرين اللذين هزا مدينة فولغوغراد في الجنوب الروسي. وكتب راسموسين على صفحته في التويتر: «تفجير مروع ثان في فولوغراد، كل فكري مع الضحايا الأبرياء وأسرهم». ورأت باريس أن استهداف المدنيين ووسائل النقل العام «عمل جبان وهمجي»، وأكدت وقوفها إلى جانب الحكومة والشعب الروسيين في حربهما على الإرهاب.
(الأخبار، أ ف ب)