فيما انطلقت المناورات الحربية للقوات البرية في الحرس الثوري الإيراني باسم «شهداء الوحدة»، في شرق البلاد أمس، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، أن الأمة الإيرانية لن ترضخ لضغط العقوبات التي يفرضها الغرب لإجبار بلاده على تغيير مسارها النووي. وقال، في كلمة أمام رجال دين وطلاب علوم شرعية، إن «الأمة الإيرانية تؤمن بحكامها. العقوبات التي فرضها أعداؤنا على إيران لن يكون لها أي أثر على أمتنا، ولن تغيّر إصرارها». وشدد خامنئي على أهمية المشاركة في الانتخابات المقبلة لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان)، واصفاً المشاركة في الانتخابات بأنها اختبار لمشاركة الشعب. واعتبر الانتخابات الرئاسية في عام 2009 بأنها تحمل أفضل الذكريات وأسوأها، مشيراً إلى أن «أفضل الذكريات كانت المشاركة العظيمة والمدهشة لأربعين مليون ناخب في صناديق الاقتراع، وأسوأها تلك المتعلقة بالأخطاء السياسية التي ارتكبها بعض الأفراد السيّئين والجهلة والمشاغبين».
من جهة ثانية، وفي أول تصريح من نوعه، أعلن ممثل إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية، أمس، أن أنشطة تخصيب اليورانيوم بدأت في منشأة «فوردو» الجديدة قرب مدينة قم جنوبي غربي طهران.
وقال سلطانية لشبكة تلفزيون «العالم» الإيرانية، إن «كل الأنشطة النووية، وخصوصاً تخصيب اليورانيوم في ناتنز (وسط) وفوردو، تجري تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وكان دبلوماسيون في فيينا، حيث مقر وكالة الطاقة، قد أعلنوا أمس أن تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 20 في المئة بدأ في منشأة فوردو تحت الأرض.
في غضون ذلك، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، خلال مراسم الإعلان عن بدء مناورات «شهداء الوحدة» أمس في شرق إيران، أن رسالة هذه المناورات هي أن «قوات الحرس الثوري مستعدة لصدّ أيّ عدوان خارجي محتمل» على إيران.
من جهة ثانية، أوضح وزير الدفاع الإيراني، العميد أحمد وحيدي، بشأن إنقاذ البحرية الأميركية 13 بحاراً إيرانياً من أيدي قراصنة صوماليين في الخليج «أن هذا الإجراء لا يعتبر سبباً لإضفاء الشرعية على وجود القوات الأميركية في منطقة الخليج الفارسي». وقال، على هامش اجتماع الحكومة، «إننا لا نرفض حسن العمل الذي قامت به الفرقاطة الأميركية، (لكن) رغم هذا الأمر، لا سبب يدعو إلى وجود القوات الغربية في منطقة الخليج الفارسي». كذلك اعتبر وحيدي قرار بريطانيا الذي يقضي بإرسال أكبر مدمرة لها إلى منطقة الخليج بأنه عديم الأهمية.
وفي محاولات التفافية على أي إغلاق لمضيق هرمز الذي تهدد إيران به، تتوقع الإمارات أن يبدأ في حزيران المقبل تشغيل خط أنابيب يسمح بتصدير غالبية نفطها من حقول حبشان في إمارة أبو ظبي، الواقعة غربي الخليج، إلى مرفأ الفجيرة على خليج عمان شرقاً، من دون المرور في مضيق هرمز.
وأعلن وزير الطاقة الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي، على هامش «منتدى الطاقة» في أبو ظبي، أن خط الأنابيب سيصبح عملانياً بعد ستة أشهر، في أيار أو حزيران المقبلين.
من ناحية ثانية، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين محسني ايجائي، أن المحكمة الثورية الإيرانية أصدرت «حكماً بالإعدام على (الأميركي من أصل إيراني) أمير ميرزا حكمتي لتعاونه مع حكومة أميركا المعادية، والتجسّس لمصلحة وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية». وأضاف «المحكمة ترى أنه ممّن يعيثون في الأرض فساداً، ويمكنه الاستئناف أمام المحكمة العليا».
وفي سياق الخطط الدولية الجديدة لتفادي وقوع أضرار كبيرة جرّاء الحظر على استيراد النفط الإيراني، الذي يسعى إليه الغرب، أفادت تقارير بأن السعودية وقطر على استعداد لإمداد اليابان بمزيد من النفط في حالة حدوث نقص بسبب العقوبات الجديدة. وقالت صحيفة «الوطن» السعودية، نقلاً عن متحدث باسم وزارة الخارجية السعودية، إن طوكيو طلبت من الرياض إمدادها بمزيد من الخام لتعويض أي نقص في الشحنات من إيران. لكنّ مصدراً رسمياً في وزارة النفط السعودية أفاد صحيفة «الوطن» بأن «شراء الدول لنفط إيران شأن داخلي».
إلى ذلك، وفيما بدأ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس زيارة لأميركا اللاتينية تشمل فنزويلا ونيكاراغوا وكوبا والإكوادور، أعلن مستشار رئیس مجلس البرلمان، حسین شیخ الإسلام، أن رئیس المجلس علي لاریجاني سیزور تركیا غداً لإجراء مباحثات مع كل من الرئیس التركي عبد الله غول ورئیس الوزراء رجب طیب أردوغان ونظيره التركي غوكسال توبتان «تتناول التعاون الإقلیمي والأوضاع الراهنة في سوریا والعراق وفلسطین، خاصة قضیة تهوید القدس الشریف».
(مهر، فارس، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)