فيما أقرّ قائد القوات البحرية الأميركية، الأميرال جوناثان غرينيرت، بأن الاستعداد لصراع محتمل في مضيق هرمز جعل النوم يهجر عينيه، أطلّ المحلل النفطي السعودي راشد أبانمي، عبر صحيفة اقتصادية، ليتحدث عن وجود بدائل عديدة لدى المملكة لتصدير النفط بعيداً عن مضيق هرمز.أمّا الأميرال غرينيرت، الذي أصبح قائداً للعمليات البحرية في الجيش الأميركي منذ أيلول الماضي، فتحدث عن هواجسه إزاء تهديدات طهران بإغلاق مضيق هرمز إذا تعرضت لعقوبات جديدة، قائلاً «إذا سألتني لماذا أسهر الليل، أقول إنه مضيق هرمز والنشاط الذي يجري في الخليج العربي».
ولم يخض غرينيرت في التفاصيل عن الخطوات التي ستتخذها البحرية الأميركية لإعادة فتح المضيق. ولكن حينما سئل هل جفا النوم عينيه بسبب مضيق هرمز، ردّ بقوله «أنا أقوم على التنظيم والتدريب والتجهيز. وأحرص على أن يكون لدى قواتنا المعدات الصحيحة لأداء العمل الصائب».
وكان رئيس أركان القوات الجوية الأميركية الجنرال نورتون شوارتس قال لوكالة «رويترز»، يوم الاثنين، إنه «من الواضح» أن القوات الجوية ستؤدي دوراً مهماً في إعادة فتح مضيق هرمز إذا تولّت الولايات المتحدة هذه المهمة. وقال إن القوات الجوية ستكفل «التفوّق الجوي على مستوى المكان أو على نطاق أوسع» بتقديم الدعم للموارد العسكرية الأميركية الأخرى وضمان قنوات اتصال آمنة من خلال الأقمار الاصطناعية.
من جهة ثانية، أكد الباحث المختص بالسياسة النفطية، راشد أبانمي، لصحيفة «الاقتصادية» السعودية «أن تأثير إغلاق مضيق هرمز في الصادرات النفطية السعودية يعدّ محدوداً مقارنة بدول الخليج العربي الأخرى». وأرجع المحلل السعودي محدودية هذا التأثير بسبب موقع المملكة الجغرافي، ووجود البدائل السعودية لتصدير النفط بدلاً من نقله عبر مضيق هرمز. وأشار إلى إمكانية رفع القدرة الاستيعابية لخط الأنابيب الحالي من المنطقة الشرقية الذي يصل إلى ميناء ينبع، وإعادة تفعيل خط أنابيب العراق ــــ السعودية بطاقة 1.65 مليون برميل يومياً، إضافة إلى إعادة تأهيل خط أنابيب «التابلاين» الممتد من الساحل الشرقي للسعودية (رأس تنورة) إلى لبنان على البحر الأبيض المتوسط، والذي من الممكن أن ينقل نحو 500 ألف برميل يومياً في حال إعادة تأهيله، كذلك استخدام المخزن الاستراتيجي في اليابان، واستخدام ناقلات النفط العملاقة كمخزونات مؤقتة لأي طارئ.
وقال أبانمي «لا بد أن يكون هناك تأثير وتبعات كثيرة عند إغلاق المضيق، ليس على الدول الخليجية وحدها، بل ستمتد آثارها إلى دول العالم قاطبة، فهناك ما نسبته 40 في المئة من واردات نفط دول العالم تمر عبر هذا المضيق». وأضاف «إن قرار الدول الأوروبية المزمع اتخاذه نهاية الشهر الجاري، المتضمن حظر استيراد الخام الإيراني، ليس وليد اللحظة»، مضيفاً أن الأوروبيين «يبدو أنهم في الوقت الحالي قد أمّنوا البدائل» للنفط الإيراني.
يشار إلى أن الإمارات أعلنت في وقت سابق عن خطط لبدء ضخ صادراتها النفطية من دون المرور بمضيق هرمز، عبر خط أنابيب ممتد من أبو ظبي إلى الفجيرة على المحيط الهندي، وذلك في أيار أو حزيران المقبلين، بطاقة تصل في حدّها الأقصى 1.8 مليون برميل يومياً، تمثل70 في المئة من إجمالي صادراتها إلى الأسواق العالمية.
(رويترز، يو بي آي)