تفاعلت فضيحة الشريط المصور الذي ظهر فيه جنود من سلاح مشاة البحرية الأميركية «المارينز» يبولون على جثث لمن يعتقد أنهم مقاتلون من حركة «طالبان» في أفغانستان، ما أثار ردود فعل أفغانية ودولية منددة. أما حركة «طالبان» فحرصت على التأكيد أن «العمل الهمجي» لن يؤثر على مشاركتها في مفاوضات السلام. والشريط، الذي تبلغ مدته دقيقة واحدة، يُظهر 4 جنود من المارينز وهم يضحكون فيما يبولون على ثلاث جثث يعتقد أنها لعناصر من طالبان. وقد أرفق التسجيل بعبارة أن الجنود ينتمون إلى وحدة الكتيبة الثالثة من فريق استكشاف وقنص. وأقر المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، الكابتن جون كيربي، بصحة الشريط قائلاً «ليس لدينا أي مؤشر على أنه مزيف». وأضاف «يبدو لنا بالتأكيد، مثلما بدا لكم، أنهم جنود يبولون على جثث. لكن يجري التحقيق في الأمر. نحتاج الى أن نترك هذا الأمر يأخذ مجراه لاستجلاء كافة حقائق القضية»، فيما أدان وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بشدة الشريط، مؤكداً أنه أمر بتحقيق كامل في الواقعة.
أما مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية، وهو أبرز جمعية لمسلمي أميركا، فأعرب في رسالة وجهها إلى بانيتا عن «ادانة ما يبدو أنه تدنيس لتلك الجثث».
من جهتها، سارعت قوة الحلف الأطلسي في أفغانستان «إيساف» إلى ادانة «التصرفات التي ظهرت في الشريط المصور والتي يبدو أنها ارتكبت من قبل مجموعة صغيرة من أفراد أميركيين على ما يبدو لم يعودوا يخدمون في أفغانستان». ورأت أن هذا «التصرف يجلب الخزي لتضحيات وقيم كل جندي يمثل الدول الخمسين في الائتلاف».
بدوره، رأى الرئيس الأفغاني حميد قرضاي أن هذا التصرف يستحق الإدانة بأشد العبارات». ودعا الادارة الأميركية إلى إنزال أشد العقوبات بالمتورطين في «الجريمة».
أما حركة طالبان فحرصت أمس على بعث أكثر من رسالة، في تأكيد على النهج الجديد الذي تتبعه في ظل الخطوات الهادفة إلى إشراكها في العملية السياسية. وأكد المتحدث باسم حركة طالبان الأفغانية، ذبيح الله مجاهد، أن الشريط لن يعيق مفاوضات السلام، على الرغم من تنديده بـ«العمل الهمجي».
وأوضح «لسنا سوى في مرحلة أولية في قطر. والمسألة تتعلق في الوقت الراهن بتبادل أسرى (معتقلين في غوانتانامو)، ولا أعتقد أن هذه المشكلة الجديدة ستؤثر على المفاوضات». وأضاف «في السنوات العشر الأخيرة حصلت مئات التصرفات المماثلة التي لم يكشف عنها»، وذلك بالتزامن مع بيان أصدرته الحركة أعلنت فيه أن «تكثيفها الجهود السياسية» لإحلال السلام في أفغانستان، لا يعني «التخلي عن الجهاد» أو القبول بدستور «ادارة كابول» التي نعتها بـ«الدمية». وقبول طالبان بالدستور الأفغاني هو شرط أساسي تطرحه الولايات المتحدة من أجل المضي في أي مفاوضات سلام، إلى جانب التخلي عن العنف.
وفي السياق، يبدأ الممثل الخاص للرئيس الأميركي في أفغانستان وباكستان، السفير مارك غروسمان، مطلع الأسبوع المقبل جولة ستشمل اجراء محادثات مع الرئيس الأفغاني لكسب تأييده لدعم الجهود الأميركية. كذلك سيجري غروسمان مباحثات حول الموضوع نفسه في كلٍ من تركيا والسعودية.
إلى ذلك، أعلن مسؤولون أفغان أن انتحارياً يقود سيارة قتل حاكم منطقة بانجواي في إقليم قندهار بجنوب البلاد ونجليه اللذين كانا برفقته في السيارة فضلاً عن اصابة 13 شرطياً.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)