أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، أنه يجب إجبار زعماء إيران على التفاوض بشأن برنامج تخصيب اليورانيوم لأن الوقت ينفد أمام تجنب التدخل العسكري. تصريح أدلى به ساركوزي قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بعد غد الأحد للنظر في عقوبات مشددة ضد إيران تطاول النفط والبنك المركزي.
وقال ساركوزي لسفراء أجانب مجتمعين في باريس «يجب فعل كل شيء لتجنب حدوث تدخل عسكري ... لكن الوقت ينفد». وأضاف «فرنسا ستفعل كل شيء لتجنب التدخل العسكري، لكننا بحاجة إلى عقوبات أقوى وأشد حسماً لوقف شراء النفط الإيراني وتجميد أصول البنك المركزي. ومن لا يريدون هذا سيتحملون المسؤولية عن مخاطر نشوب صراع عسكري». وحث روسيا والصين على دعم العقوبات المتوقع أن يقرها وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بعد غد.
في غضون ذلك، أعلن دبلوماسيون في بروكسل أمس أن المفاوضات التي يجريها الاتحاد الأوروبي حول فرض حظر نفطي على إيران، لا تزال تتعثر وخصوصاً بشأن تقديم ضمانات لليونان لعقود بديلة مع دول أخرى مزودة للنفط. وأوضح أن «الأمر يتعلق أساساً بالتأكد من أنه سيتم التوصل في نهاية المطاف الى اتفاق بعدما أبدت عدة دول منتجة للنفط نية حسنة» للتعويض عن وقف شحنات النفط الإيراني. ولفت الدبلوماسي الى أن الترتيبات المالية التي تفاوضت بشأنها أثينا مع طهران لتزويدها بالنفط «مشجعة جداً، لأن طهران لا تطلب ضمانات مالية» لتسديد ثمن الشحنات، بل مهلة من ستين يوماً فقط لتسديدها. أما اليابان فقد تعهدت أمس بالاستمرار في خفض مشترياتها من الخام الإيراني.
وفي السياق، أعلن مدير الشؤون الدولية في شركة النفط الوطنية الإيرانية، محسن قمصاري، أن إيران تواصل قبض ثمن نفطها الذي تبيعه للهند عبر مصرف تركي، حسبما نقلت عنه وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء. إلا أنه أضاف إن هذا المصرف التركي أبلغ السلطات الإيرانية أنه لن يقبل بزبائن جدد، باستثناء الهند، لتحويل أموال النفط الإيراني المصدر.
من جهة ثانية، حذرت الإمارات من تصعيد التوتر بشأن نشاط إيران النووي ورحبت بتصريحات لوزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، قال فيها إن «السلام والهدوء» في المنطقة من مصلحة الجميع. ونقلت وكالة أنباء الإمارات عن وزير الخارجية عبد الله بن زايد آل نهيان قوله «يهمّنا أن يسود الاستقرار في المنطقة ولا نريد شيئاً ينغّص الاستقرار في المنطقة. وهناك جهد يبذل من الجميع من أجل العمل على الاستقرار. ومن المهم الابتعاد عن أي تصعيد ونؤكد على استقرار المنطقة. أحيي تصريحات زميلي وزير الخارجية الإيراني بالابتعاد عن أي تصعيد».
وفي أنقرة، أكد وزیر الخارجیة الإيراني أن طهران لا تسمح لأحد بالإساءة للعلاقات بین إیران وتركیا. وأضاف في تصریحات أمام حشد من النخبة والمثقفین الإیرانیین المقیمین في تركیا إن إیران تحتاج الى تركیا، كما أن هذا البلد یحتاج الى إیران. وأوضح أنه خلافاً لمزاعم بعض الأشخاص القائمة على أن إیران وتركیا بلدان متنافسان، لكنهما یكمل أحدهما الآخر.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، إرنا، مهر)