إيران المشغولة هذه الأيام بمؤتمرها الأول عن الشباب والصحوة الإسلامية لا تزال تعيش أزمات الملفات الحساسة وأهمها الملف النوويبينما توقّع وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا أن تكون إيران قادرة على إنتاج قنبلة نووية خلال عام، كان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامیة في إيران، علي خامنئي، يرعى مؤتمراً دولياً لـ«شباب الصحوة الإسلامية» في طهران، حيث وصف في كلمته أمام المشاركين أمس «انتفاضة الشعوب» ضد الديكتاتوريات بـ«الظاهرة المباركة».
وأمام مجموعات من الشباب من 73 بلداً حضروا المؤتمر، قال خامنئي «إن انتفاضة الشعوب الإسلامیة ضد الدیكتاتوریات العمیلة ظاهرة مباركة ومهمة للغایة، ومقدمة للانتفاضة ضد الدیكتاتوریة العالمیة للشبكة الصهیونیة والاستكباریة الفاسدة والخبیثة»، معتبراً أن «المجتمع البشري بعبوره من منعطف تاریخي كبیر سیتحرر من هذه الديكتاتوریة الخطیرة، وأن هذا التطور العظیم سیؤدي، بناءً على الوعد الإلهي الصادق، إلى تحرر الشعوب وسیادة القیم المعنویة والإلهیة». ورأى أن بثّ الخلافات بین الأمة الإسلامیة هو «من مكائد الأعداء»، مؤكداً «أن نهضة الصحوة الإسلامیة لا تمیّز بین الشیعة والسنّة».
من جهته، أكد المستشار الأعلى للقائد العام للقوات المسلحة (خامنئي)، اللواء يحيى رحيم صفوي، أن الدول الإسلامية تقع على جانبي الممرات الاستراتيجية البحرية في العالم، ويمكن القول إنها تسيطر على الاقتصاد العالمي. وأضاف أنه على الصعيد العالمي، من الناحية الفكرية والحضارية، فإن أكبر قوة تواجه الفكر المادي الغربي تتمثل في الفكر والصحوة الإسلاميين بقيادة إيران.
أما وزير الدفاع الأميركي فقد ذكر، في مقابلة مع شبكة «سي بي أس»، أن ثمة «إجماعاً» على أن الإيرانيين في حال قرروا صنع قنبلة نووية «فسيستغرقهم الأمر نحو سنة ليكونوا قادرين على إنتاج قنبلة، ثمّ احتمال صنع أخرى بين سنة أو سنتين أخريين لوضعها على وسيلة إطلاق. وشدد بانيتا على موقف إدارة الرئيس باراك أوباما بفعل كل ما يلزم لمنع إيران من أن تصبح قوة نووية. وقال «في حال تابعوا، ولدينا معلومات استخبارية تفيد بأنهم يتابعون تطوير سلاح نووي، فسنتخذ حينها أي خطوات ضرورية لمنعهم». ورداً على سؤال بشأن احتمال استخدام القوة، قال «لم نزل أي خيار عن الطاولة». وتابع «الولايات المتحدة والرئيس أوضحا ذلك، لا نريد أن تطور إيران سلاحاً نووياً، هذا خط أحمر بالنسبة إلينا، ومن الواضح أنه خط أحمر بالنسبة إلى إسرائيل. لذا نتشارك في هدف واحد هنا».
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن ايران مستعدة لقبول تمديد مهمة بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تهدف إلى توضيح النقاط الغامضة في البرنامج النووي الإيراني. وقال إن «مدة المهمة ثلاثة أيام، لكن إذا أرادوا يمكنهم تمديدها»، مؤكداً أنه «متفائل جداً بنتائج» هذه المهمة.
وبدأ وفد بقيادة رئيس مفتشي وكالة الطاقة، البلجيكي هرمان ناكيرتس، زيارة تستمر ثلاثة أيام لإيران في مهمة ترمي إلى «حل كل المسائل العالقة» بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقال صالحي «أنصح الأوروبيين والأميركيين بأن يتبنّوا سياسة تفاهم بدلاً من سياسة العقوبات حيال إيران. إذا فعلوا ذلك فسترد إيران إيجاباً عليهم».
إلا أنه كرر أن إيران لا تنوي التخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم الذي يمثّل محور الخلاف مع القوى الكبرى، على الرغم من ضغوط مجلس الأمن الدولي الذي دان البرنامج في ستة قرارات أرفقت أربعة منها بعقوبات.
من جهة ثانية، أكد وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أن إيران تمكنت من إنتاج ذخائر توجه بالليزر. وكشفت لقطات بثّها التلفزيون أن هذه الذخائر التي يمكن استخدامها ضد أي هدف ثابت أو متحرك، يمكن أن توجه بدقة حتى مسافة عشرين كيلومتراً. وقال وحيدي إن «إيران أصبحت واحدة من خمس دول في العالم قادرة على إنتاج هذا النوع من الأسلحة باستخدام تكنولوجيا محلية».
(أ ف ب، مهر، رويترز، يو بي آي)