خاص بالموقع بروكسل | بدا الانفعال واضحاً على رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي أمام الصحافة الدولية في مقرّ المفوضية الأوروبية في بروكسل، بعد لقاء رئيس المفوضية الأوروبية باروزو خوزي مانويل. يأتي انفعال الجبالي من إحساسه الشخصي بالاعتراف الرسمي السياسي من بروكسل ،عاصمة الاتحاد الأوروبي، التي خصّها بأول زيارة له للخارج. ووصفها بأنها «شريكنا المفضّل والاستراتيجي قبل أي جهة أخرى».

ورأى أن زيارته لبروكسل «أكسبته صديقاً يدعى باروزو من أجل أن يساعده ويساعد تونس على الخروج من أزمتها بعدما كانت السباقة في إحداث الربيع العربي في المنطقة».
ولم يُخفِ رئيس المفوضية الأوروبية استعداده للوقوف مع حكام تونس الجدد، «لأن أوروبا تدعم الربيع العربي وتريد لتجربة تونس أن تنجح وأن تصبح مثالاً يحتذى به في منطقة شمال أفريقيا».
وكما كان متوقعاً، رفع الاتحاد الأوروبي من قيمة المساعدات التي كانت مقررة لتونس من 170 مليون يورو إلى 400 مليون يورو، مع البحث عن مليار ونصف مليار يورو في برامج أخرى، تقدم لاحقاً من أجل دعم برنامج حكومة الجبالي في مواجهة الصعوبات الاجتماعية كالبطالة.
وأثنى مانويل على تجربة تونس وبنائها للديمقراطية، ليوجّه رسائل إلى دول أخرى «لم تعرف شعوبها بعد ربيعاً عربياً، وأخرى تجري فيها أحداث دامية، فقدم النصيحة لبشار الأسد بمغادرة السلطة في أقرب وقت»، مذكّراً بتعاطف الاتحاد الأوروبي مع ما يعيشه الشعب السوري من قمع وحشي.
وتستفيد تونس، حسب الاتحاد الأوروبي، من مرتبة الشريك الاستراتيجي مع الاتحاد، وستبدأ التفاوض من أجل الحصول على شراكة متقدمة معه تقرّبها أكثر اقتصادياً من دوله، عبر بناء منطقة للتبادل التجاري الحر. وأبرم الوفد الوزاري المرافق للجبالي عدداً من الاتفاقيات بين تونس والاتحاد.
ووافق الاتحاد الأوروبي على استرداد تونس للأموال المسروقة والمجمدة في البنوك الأوروبية، وسيحدّد الخبراء في اجتماعاتهم المشتركة حجمها.
إلى ذلك، أجاب الجبالي عن سؤال بشأن وضعية الأمن في البلد، ليجيب بأن «هناك تحسناً ويمكن السياح أن يزروا تونس دون خوف».
وتشير كل الدلائل والكلمات الترحيبية إلى تغيّر واضح في موقف الاتحاد الأوروبي من الحركات الإسلامية. فبعد أن كان الاتحاد الأوروبي يندّد بها، أصبح الآن يحتضنها ويعتبرها بادرة أمل في بناء الديمقراطية في الدول العربية.