يستمر سفراء الدول الأعضاء في مجلس الامن بمناقشة مشروع قرار حول الأزمة السورية. وقال مندوب توجو لدى الامم المتحدة، كودجو مينان، أمس، انه يوجد شعور عام بين اعضاء مجلس الامن الدولي بأنهم سيصلون إلى إجماع بشأن قرار بخصوص سوريا قريباً. واضاف رئيس مجلس الامن هذا الشهر للصحافيين «الشعور في المجلس هو أن الاجماع سيتحقق قريباً». وتابع «ليس لدينا موعد نهائي لتبني قرار». والصيغة الجديدة للمشروع التي وضعت اثر مفاوضات أول من امس بين سفراء الدول الـ15 الاعضاء، لا تتطرق الى تفاصيل عملية انتقال السلطة التي تحدثت عنها الجامعة العربية في خطتها لحل الأزمة السورية. ولفت العديد من الدبلوماسيين الى ان التصويت على قرار في شأن سوريا لن يكون قبل الاسبوع المقبل.
واوضح الدبلوماسيون ان المشروع «يدعم خطة الجامعة العربية الصادرة في 22 كانون الثاني» لكنه لا يشير الى تفاصيل عملية انتقال السلطة وخصوصاً نقل سلطات الرئيس السوري بشار الاسد الى نائبه. وقال دبلوماسي آخر «الامر الاساسي هو ان يدعم مجلس الامن خطة الجامعة العربية» وأن يتضمن المشروع بنداً يلحظ ان المجلس سيناقش تطورات الوضع في الاسابيع الثلاثة التي تلي تبني القرار.
ومنذ بداية المفاوضات، شددت روسيا والهند خصوصاً على ضرورة ألّا يدعو مجلس الامن مسبقاً الى تنحّي الرئيس السوري. ولم يعد النص يشير ايضاً الى العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على دمشق في تشرين الثاني 2011، كذلك لم يعد يتضمن فقرة كانت قد اشارت الى قلق المجلس حيال بيع اسلحة الى سوريا، وخصوصاً ان موسكو ترغب في مواصلة هذا الامر. ولم تدل روسيا حتى الآن بموقفها من المشروع الجديد الذي لا يزال قيد التشاور.
وأبدت موسكو حتى الآن تصلّباً، وتوعّد مندوبها لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين باللجوء الى الفيتو اذا صوت المجلس «على نص نعتبره خاطئاً». وقال دبلوماسي ان «روسيا لا تريد عملية انتقالية مفروضة»، مؤكداً أن المهم في هذا الاطار «العثور على الكلمات» المناسبة. وأورد دبلوماسي آخر أن اجتماعاً لمجلس الامن القومي الروسي اليوم سيتطرق الى الازمة السورية التي ستكون حاضرة ايضاً في المؤتمر الثامن والاربعين للأمن الذي يلتئم في ميونيخ نهاية هذا الاسبوع.
وقال مصدر دبلوماسي عربي لـ«الأخبار» إن النص الجديد الذي يجري التسويق له لا يختلف عن القديم. العبارات بقيت مبهمة عن قصد. والنص مشحون باحتمالات وعبارات قابلة لسوء التأويل.
بدورها، قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، سوزان رايس، للصحافيين «في رأيي أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان سيتم التوصل الى اتفاق في نهاية الأمر... مضى وقت طويل حتى يبدأ هذا المجلس تحركاً جدياً». وقال مبعوثون غربيون في نيويورك إن المشكلة الرئيسية على الأرجح لا تتعلق بالتدخل العسكري، وهو أمر يثقون في إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأنه، لكن دعم مشروع القرار لخطة الجامعة العربية التي تدعو الاسد إلى التنحي عن السلطة. وتقول موسكو إن هذا يصل إلى حد تغيير النظام. وقال المبعوثون إن «اكبر تحد هو إعادة صوغ مشروع القرار حتى يظل مؤيداً للخطة العربية لكن بدرجة أضعف من النسخة الحالية».
وفي واشنطن، قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للصحافيين «يتعين على كل عضو في المجلس أن يتخذ قراراً... إلى أي جانب سوف تنحاز؟»، فيما اعلنت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل في بكين أن الوقت حان لتتجاوز الاسرة الدولية خلافاتها بشأن سوريا وتتوصل اخيراً الى موقف مشترك في الامم المتحدة. وقالت ان «من المهم ان تتكلم الاسرة الدولية بصوت واحد في الامم المتحدة» حول سوريا.
أما الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، فقال إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يرزح الآن تحت ضغوط كبيرة من قِبل المجتمع الدولي، و«لا يمكن أن يستمر إلى الأبد»، مستبعداً التدخل الدولي في سوريا لأنها تملك جيشاً قوياً وليس لديها نفط. وقال العربي، في مقابلة مع شبكة (سي ان ان) الأميركية، أمس إن «الدعم الذي يحظى به النظام السوري من روسيا، جعل موسكو تعرقل أي إشارة إلى التدخل العسكري، أو العقوبات». وأشار إلى أن روسيا لا تريد خطة السلام العربية، والتي تنص على أن يفوض الرئيس صلاحياته لنائبه، مضيفاً «نحن لم نطلب أن يتنحى الرئيس، لكن فقط تفويض الصلاحيات لنائب الرئيس».
وعن التدخل الدولي في ليبيا، وعدم تكراره في سوريا، قال العربي «في سوريا جيش نظامي قوي، بينما في ليبيا لم يكن هناك جيش، وربما لأنه لا يوجد نفط في سوريا». وعمّا يعنيه بعدم وجود نفط في سوريا، وإذا كان النفط هو دافع التدخل في ليبيا، قال العربي «هذا ممكن. لكن على أية حال، يمكن أن نضيف إلى ذلك أن هذا هو عام الانتخابات في الولايات المتحدة، وهناك انتخابات في فرنسا. وأوروبا ليست في أفضل الحالات الاقتصادية للدخول في مشروع من هذا القبيل».
وقال مسؤولون غربيون ان الولايات المتحدة وحكومات أوروبية ودولاً عربية بدأت بحث فكرة خروج الرئيس السوري بشار الاسد الى المنفى رغم التشكك في استعداده لدراسة هذا العرض. وقال مسؤول رفيع المستوى في ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما «فهمنا ان بعض الدول عرضت استضافته اذا اختار مغادرة سوريا» ولم يحدد اسماء هذه الدول.
بدوره اعلن الرئيس التركي عبد الله غول ان تركيا قد تفكر في منح اللجوء لعائلة الرئيس السوري بحسب ما نقلت عنه الصحافة التركية الخميس. وقالت «رويترز» انه «مع اظهار الاسد سيطرته على أجهزة الامن القوية ومع تشرذم المعارضة السورية على الصعيد العسكري، يبدو البحث عن لجوء الاسد من قبيل تصعيد الضغط النفسي».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)



موسكو ستواصل توريد الأسلحة


قال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف،أمس، إن روسيا ستواصل توريد الأسلحة إلى سوريا وفق عقود مبرمة معها، مشدداً على أن موسكو لا تورّد أية أسلحة تزعزع الاستقرار إلى دمشق. ونقلت وكالة أنباء (نوفوستي) عن أنتونوف قوله «ليس هناك أي قيود على توريد الأسلحة إلى سوريا، وعلينا أن نفي بالتزاماتنا ونفعل هذا»، وأكد أن روسيا لا تنتهك أية اتفاقية دولية، مضيفاً أن بلاده لا تورد «أية أسلحة تزعزع الاستقرار» إلى سوريا.
وفي رد على اتهامات للمعارضة السورية لموسكو بمواصلة دعم النظام السوري برغم ثبوت استخدام الأسلحة الروسية ضد المتظاهرين المدنيين، قال انتونوف إن «إمكانية استخدام الأسلحة الروسية ضد المتظاهرين مستبعدة»، مشيراً إلى أن روسيا تراقب كل طرز الأسلحة الجاري توريدها إلى سوريا في إطار التعاون العسكري التقني طبقاً لاتفاق مبرم، وباعت روسيا الى الخارج تجهيزات عسكرية بقيمة 10,7 مليارات دولار في 2011، كما اعلنت الشركة الحكومية المكلفة صادرات الاسلحة روسوبورون اكسبورت امس.
(يو بي آي، أ ف ب)