أكد رئيس جزر المالديف السابق، محمد نشيد، أمس، أنه أُجبر على التنحّي تحت تهديد السلاح. وقال للصحافيين، عقب اجتماع حزبه بعد يوم من استقالته، «كانت هناك بنادق تحيط بي من كل مكان، وقالوا لي إنهم لن يترددوا في استخدامها إذا لم أستقل». ولم يسهب في ما يتعلق بالجهة التي كانت تهدده بالسلاح. وأبدى نشيد خشيته من أن يكون نائب الرئيس، رئيس المالديف الجديد محمد وحيد، متورطاً في الانقلاب، مشيراً إلى أن وحيد كان دائماً يحلم بأن يكون رئيساً، ولم يستطع ذلك، لكن عندما سنحت الفرصة اغتنمها. ودعا نشيد الرئيس الجديد الى الاستقالة والقضاء إلى فتح تحقيق في شأن من يقف وراء الانقلاب وملاحقة المسؤولين، وأكد أنه سيبذل قصارى جهده لإعادة الحكومة الشرعية. وقال إنه وأنصاره سينطلقون إلى الشوارع «إذا استخدمت الشرطة القوة».
من جهته، نفى رئيس المالديف الجديد، محمد وحيد، اتهامات سلفه، وقال «ليس صحيحاً وصف تلك الأحداث بأنها انقلاب. لم نكن نعلم ماذا سيجري، ولم أكن مستعداً لها».
وفي أول كلمة ألقاها بعد تولّيه الرئاسة، أعلن وحيد أنه يريد تأليف حكومة «وحدة وطنية» خلال الأيام المقبلة، تضم كل الأحزاب السياسية، بما فيها حزب الرئيس السابق، الحزب المالديفي الديموقراطي.
من جانبه، هاجم وزير الخارجية أحمد نسيم الأحزاب الإسلامية وحمّلها مسؤولية استقالة الرئيس. وقال «كنت مع الرئيس الثلاثاء، وأعلم ما جرى. كان انقلاباً من الإسلاميين ليس إلا».
وفي أول شهادة على طريقة تنحية نشيد، أكد المستشار الإعلامي لنشيد، بول روبرتس، أن الجيش أجبر نشيد على دخول مكتبه ليكتب استقالته. وقال «فتحت بوابات مكتب الرئيس، ودخلت تلك السيارات التي لا تحمل علامات والتي لم نرها قبل ذلك قط، وخرج نشيد وحوله نحو 50 جندياً وشخصيات عسكرية كبيرة لم نرها من قبل قط».
وأضاف روبرتس أن نشيد نقل إلى مكتبه والتقى بأعضاء مجلس الوزراء، ثم خرج ليعلن استقالته عبر التلفزيون، قائلاً «أجبره الجيش على الاستقالة... كان بإمكانه إطلاق الرصاص، لكنه لم يكن يرغب في أن تلطّخ يداه بالدماء. تحركت قوات الأمن ضده».
بدورها، حثّت منظمة العفو الدولية، أمس، السلطات الجديدة على «عدم اضطهاد عناصر حزب نشيد»، بينما أعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلقه الشديد» من استقالة الرئيس، وطلب من السلطات احترام الدستور ودولة القانون. وعقب إعلان نشيد، اندلعت اشتباكات بين الشرطة وموالين له في العاصمة مالي، وحاولت الشرطة تفرقة المحتجين بالغاز المسيل للدموع والهراوات في ساحة الجمهورية قرب مقرّي الشرطة والجيش.
(أ ف ب، رويترز)



انتُخب محمد نشيد رئيساً لجزر المالديف في 2008 لولاية من خمس سنوات، في أول اقتراع رئاسي ديموقراطي، وقد اعتقل نشيد أكثر من مرة نتيجة معارضته للنظام الذي كان يحكم الجزيرة. إضافة إلى نضاله السياسي، عرف عن نشيد نضاله ضد الاحترار البيئي، وحذر من ارتفاع منسوب المياه على سكان الأرخبيل. لكن المشاكل الاقتصادية وارتفاع نسبة التضخم نالت من شعبيّته.