حذّر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، علي خامنئي، أمس، حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من أي «تسوية» مع إسرائيل، وذلك خلال لقاء مع رئيس الحكومة المقالة في غزة، إسماعيل هنية، الذي أكد بدوره أن الانتصار الذي تحقق في غزة عام 2009 ونجاح صفقة تبادل الأسرى مع إسرائیل حصلا بدعم طهران ومساندتها. وأفاد موقع المرشد الأعلى الإيراني على الإنترنت بأن خامنئي قال لهنية «يجب دائماً الحذر من تسلل أنصار التسوية الى بنية المقاومة لإضعافها تدريجاً، إذ إن المرض يأتي رويداً رويداً». لكنه أضاف: «لا يساورنا أي شك في مقاومتكم ومقاومة أشقائكم، والشعوب لا تنتظر منكم غير ذلك»، مؤكداً أن إيران «ستقف دائماً الى جانب المقاومة الفلسطينية».
وذكرت قناة «العالم» الإيرانية أن خامنئي وصف الدعم والإسناد الذي تقدمه الشعوب وخاصة الأمة الإسلامية للمقاومة الإسلامية في فلسطين بالعمق الاستراتيجي لفصائل المقاومة. وشدد المرشد الأعلى الإيراني على أن طهران تعدّ القضية الفلسطينية قضية إسلامية ومن قضاياها المصيرية، مؤكداً أنها ستبقى ثابتة بمواقفها تجاه القضية الفلسطينية وتجاه الشعب الفلسطيني.
وردّ هنية على خامنئي، مشيراً الى أن «الاستراتیجیات الثلاث للحكومة الفلسطينية: تحریر جمیع الأراضي الفلسطینیة من البحر الى النهر، والتشديد على المقاومة وعدم قبول محادثات التسویة، وتأكید إسلامیة القضیة الفلسطینیة».
وقدم هنية التهاني لخامنئي بذكرى ولادة النبي محمد وبمناسبة الذكرى السنویة لانتصار الثورة الإسلامیة عام 1979، معرباً عن شكره للدعم الذي تقدمه الحكومة والشعب الإیرانیان للقضیة الفلسطینیة. وقال: «إنني شهدت یوم أمس عن كثب، ومن خلال استقلالي لطائرة مروحية، مشاركة ملایین الناس في مراسم یوم «22 بهمن يوم الثورة » 11شباط في طهران، وإننا نعتبر الشعب الإیراني احتیاطاً استراتیجیاً للقضیة الفلسطینیة».
وكان هنية الذي بدأ زيارة رسمية لطهران يوم الجمعة الماضي، قد أكد في خطاب في الذكرى الـ 33 للثورة الإسلامية، أن حركته «لن تعترف أبداً بإسرائيل وأن النضال متواصل حتى تحرير كامل أراضي فلسطين والقدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين كافة» الى ديارهم. ونفى أي فتور في العلاقات بين حركته «حماس» وطهران، كما نفى أن تكون الحركة بصدد نقل مكاتبها من سوريا. وقال أمام الحشد «إن شاء الله سنلتقي ... في القدس عاصمة فلسطين المحررة».
وفي السياق نفسه، شدّد الرئیس الإيراني محمود أحمدي نجاد ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، على ضرورة استمرار المقاومة بوصفها السبیل الوحید لتحریر الأراضي الفلسطینیة والقدس وانتصار الشعوب، لافتين إلى الضعف المتزايد لإسرائيل.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن نجاد قوله، خلال استقباله هنیة، إن القضیة الفلسطینیة قضیة دولیة «كونها تقف بالنیابة عن البشریة كلها بوجه الكیان الصهیوني الذي یمثل أداة الهیمنة الاستكباریة على العالم»، مضيفاً إن «فلسطین تقاوم بالنیابة عن كل المسلمین».
في غضون ذلك، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني، إن إسرائيل تشعر بعزلة تامة في ضوء مستجدات الأوضاع في المنطقة وتشعر بالذعر من مستقبل التطورات الراهنة. وشدد، خلال لقائه هنية، على استمرار «الدعم القاطع والشامل» الذي تقدمه طهران للشعب الفلسطيني، مضيفاً إن «الشعب الإيراني لا يزال يقف بصلابة وسيبقى الى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم». وأكد رئيس البرلمان الإيراني أن انتصار الشعب الفلسطیني قریب، قائلاً «إن النصر الإلهي سیكون حتماً من نصیب الشعب الفلسطیني المجاهد والمقاوم». كذلك التقى هنية أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، حيث أكدا خلال اللقاء «مواصلة المقاومة حتى تحریر كامل التراب الفلسطیني».
(إرنا، أ ف ب، يو بي آي)