توزعت المواقف الإيرانية، أمس، بين الداخل والخارج، حيث أعلن مجلس صيانة الدستور، الذي يفحص طلبات الترشح للانتخابات، أنه أجاز 3444 مرشحاً من بين أكثر من 5000 مرشح تقدموا بطلبات لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، في وقت هدد فيه نائب قائد القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد حجازي، بأن بلاده ستتخذ إجراءً استباقياً ضد أعدائها إذا شعرت بأن مصالحها القومية تتعرض لخطر.
وقال حجازي لوكالة فارس الإيرانية للأنباء، إن «استراتيجيتنا الآن هي أنه إذا شعرنا بأن أعداءنا يريدون تعريض مصلحة إيران القومية للخطر ويريدون اتخاذ قرار بذلك، فإننا سنتحرك من دون انتظار تصرفهم». من جهته، قال نائب قائد القوة البریة لحرس الثورة الإسلامیة العمید عبد الله عراقي، إنه حُقِّق الانسجام والتعاون والاقتدار في العملیات القتالیة وإجراء تكتیكات دفاعیة حدیثة مشتركة بین القوات البریة والكتائب المیدانیة لقوات التعبئة بصورة ناجحة خلال مناورات «والفجر» التي انتهت أمس في إيران.
وفي السياق، أعلنت «منظمة معاهدة الأمن الجماعي»، التي تضم روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان ومقرها موسكو، معارضتها الشديدة لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران.
في غضون ذلك، هدّد وزير النفط الإيراني رستم قاسمي، بأن «الدول الأخرى التي لم تحدد وضعيتها من اتفاقاتها النفطية مع إيران قد تواجه وقف صادرات النفط الإيراني إليها». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» عن قاسمي قوله رداً علی سؤال عما إذا كانت شركات أخری ستنضم إلى لائحة الشركات الفرنسية والبريطانية التي حُرمت شراء النفط الإيراني، «إننا نناقش حالياً هذه القضية».
من جهة ثانية، أشار وزیر الخارجیة الإیراني علي أكبر صالحي، إلی إعلان تركیا استعدادها لاستضافة المفاوضات المقبلة بین إیران ومجموعة دول «5+1»، قائلاً إن من المحتمل أن تعلن دول أخری أیضاً استعدادها لاستضافة هذه المفاوضات.
ولفت صالحي، في مؤتمره الصحافي المشترك مع نظیره العماني یوسف بن علوي في طهران، إلى أن الأمین العام للمجلس الأعلی للأمن القومي سعید جلیلي ومنسقة السیاسة الخارجیة للاتحاد الأوروبي كاثرین آشتون، سیتخذان القرار یوم السبت المقبل بشأن مكان إجراء المفاوضات المقبلة بین إیران ومجموعة «5+1» التي تضم كلاً من الصين وروسيا وألمانيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، وذلك بعد إعلان دول أخری استعدادها المحتمل لاستضافة هذه المفاوضات. إلا أن صالحي أضاف أنه «نظراً إلی أن تركیا استضافت المفاوضات الماضیة بين إيران والدول الست، فإنني شخصیاً أرغب في أن تجري في تركیا مرة أخری».
من جانبه، نفى الوزیر العماني أن تكون لديه أي مهمة خاصة للوساطة بین إیران وأمیركا، قائلاً: «لو كانت هناك مهمة من هذا القبیل، لكنت قد أعلنتها بالتأكید».
بدوره، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمنبارست، أن المفاوضات الجديدة التي تنوي إيران إجراءها مع مجموعة «5+1» ستتمحور حول «موضوع أنشطة إيران النووية»، مضيفاً: «لكنني لا أظن أن ثمة مسائل قابلة للتفاوض في شأن أنشطة إيران النووية» التي تندرج في إطار «حقها في حيازة التكنولوجيا (النووية) لغايات سلمية».
على الصعيد الداخلي، قال المتحدث باسم مجلس مجلس صیانة الدستور، عباس علي كدخدایي، إنه جرى تأیید أهلیة أكثر من 70 في المئة من المرشحین لانتخابات أعضاء مجلس الشوری الإسلامي (البرلمان) في دورته التاسعة التي ستُجرى في 2 آذار المقبل لانتخاب 290 نائباً. وأضاف «أنه جرت الموافقة على ترشيح 3444 مرشحاً للبرلمان من بين 5395 مرشحاً، من قبل مجلس صیانة الدستور، وقُدِّمت أسماء هؤلاء إلی لجنة الانتخابات في وزارة الداخلیة». وأكد أن الأشخاص الذین جرى تأیید أهلیتهم ینتمون إلی مختلف التیارات والمجموعات السیاسیة وستكون هناك منافسة محمومة لإحراز مقاعد المجلس التاسع.
بدوره، أوضح وزير الداخلية مصطفى محمد نجار، أن الحملة الدعائية للمرشحين ستبدأ صباح غد الخميس وتستمر لمدة أسبوع واحد. ولفت إلى أن إجراء الانتخابات بصورة إلكترونية في 10 في المئة من الدوائر الانتخابية البالغ تعدادها 207 دوائر انتخابية في أنحاء البلاد. وأفاد وزير الداخلية بأن عدد الناخبين يبلغ 48 مليوناً و288 ألفاً و799 شخصاً، وعدد مراكز الاقتراع 47 ألفاً و665 مركزاً.
وقال سياسيون إن مجلس صيانة الدستور الذي يضم ستة من رجال الدين وستة من القضاة ويتولى فحص طلبات الترشح استبعد كثيرين من أنصار الرئيس محمود أحمدي نجاد، ما اضطره إلى اختيار مرشحين مغمورين أصغر سناً.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز، إرنا، مهر)