من المؤكد أن رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، في طريقه لاستعادة «أمانة» الرئاسة التي أوكلها إلى الرئيس الحالي ديمتري مدفيديف قبل أربع سنوات، إذ أعلنت لجنة الانتخابات المركزية الروسية، مساء أمس، أن بوتين يتصدّر السباق الرئاسي بعد فرز أكثر من 14.5 في المئة من الأصوات. وذكرت اللجنة أن بوتين حصل على 61.8 في المئة من الأصوات التي جرى فرزها، فيما أقرب منافسيه، رئيس الحزب الشيوعي غينادي زوغانوف، حصل على 17.85 في المئة. وأكدت اللجنة أن نسبة المشاركة في الانتخابات تعدّت 56.3 في المئة من الناخبين. وتعتبر الانتخابات التي شارك فيها نحو 109 ملايين ناخب، الأولى بعد التعديلات التي أُدخلت على مدة الرئاسة التي أصبحت 6 أعوام بدلاً من 4، وتنافس فيها أربعة مرشحين، أبرزهم بوتين الذي رجّحت استطلاعات الرأي فوزه بأكثر من 60 في المئة من الأصوات، والمرشحون الآخرون هم زعيم الحزب الشيوعي، الذي توقعت استطلاعات الرأي أن يحل ثانياً بـ15% من الأصوات، وفلاديمير جيرينوفسكي الذي توقعت له المرتبة الثالثة، فيما يأتي رابعاً رئيس المجلس الفدرالي السابق سيرغي ميرونوف.
بوتين، الذي يحتاج إلى 50 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى لحسم فوزه، أدلى بصوته مع زوجته ليودميلا، التي نادراً ما تظهر في العلن في العاصمة موسكو، وبدا عليه الاطمئنان إلى نتيجة الانتخابات بقوله «نمت جيداً، وأدّيت التمارين الرياضية، ثم جئت لأدلي بصوتي». وأضاف «أنا واثق من أن الناس سيبرهنون على حسّ المسؤولية لديهم». وتابع «إننا ندرك أن الانتخابات الرئاسية برأيي حدث سياسي داخلي مهم جداً، لأن السياسة الاقتصادية تتوقف على الرئيس، إضافة إلى أن حل القضايا وطرح مصالح بلادنا على الساحة الدولية والعالمية يتوقفان أيضاً على الرئيس».
من جهته، ووصف المرشح الشيوعي غينادي زيوغانوف الانتخابات الرئاسيّة الروسيّة بأنها «انتخابات لصوص مهينة وغير نزيهة على الإطلاق».
وأكد زيوغانوف أنه «صوّت من أجل روسيا المتحضرة والمزدهرة». وأضاف «أنا على ثقة من أن مصير روسيا سيكون جيداً. واليوم سينتخب كثير من الناس ليس المرشح فحسب، بل مصير أطفالهم وأحفادهم». بدوره، وصف جيرينوفسكي يوم الانتخابات الرئاسية بأنه يوم عيد. وفي تعليقه على النتائج المحتملة للانتخابات، قال: «أريد أن يكون للجميع غداً في مزاج جيد... وإذا كان مزاج غالبية مواطني روسيا يوم غد سيّئاً، فهذا يعني أنه كان هناك اختيار خاطئ». من جهته، شدد سيرغي ميرونوف على أن مواطني روسيا اختاروا الطريق التي ستتبعها بلادهم مستقبلاً. أما المرشح الرئاسي المستقل رجل الأعمال والملياردير ميخائيل بروخوروف، فأكد أنه «اختار روسيا الجديدة».
إلى ذلك، أشارت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالينتينا ماتفيينكو، إلى أنه اتُّخذت إجراءات غير مسبوقة لمنع أي انتهاكات. وأضافت أن «هناك نحو مليون ونصف المليون مراقب، كما أن هناك مجموعة كبيرة من المراقبين الدوليين من الاتحاد الأوروبي ورابطة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاي للتعاون ومنظمات أخرى».
وعلى الرغم من أوامر بوتين بنصب 182 ألف كاميرا مراقبة موصولة بالإنترنت في 91 ألف مركز اقتراع، لنقل عملية التصويت، في محاولة لتبديد مزاعم التزوير، شككت الأحزاب السياسية المعارضة ومنظمات غير حكومية، أمس، بحصول عمليات تزوير في عدد من مراكز الاقتراع. وكشف الحزب الديموقراطي الذي نشر عدداً من المراقبين في مختلف أنحاء روسيا، على موقعه الإلكتروني، أن «الأشخاص أنفسهم يصوّتون في أكثر من مركز في موسكو».
أما المنظمة غير الحكومية غولوس، التي ترصد عمليات التزوير عبر موقعها على الإنترنت بالتعاون مع النسخة الروسية من المجلة الأميركية فوربس، فقد تحدثت عن مئات من عمليات التزوير.
في المقابل، أعلنت وزارة الداخلية الروسية تلقّيها 21 رسالة تتحدث عن مخالفات سُجّلت أثناء التصويت في الانتخابات الرئاسية على الخط الساخن المخصص لاستقبال الشكاوى. وأوضح ناطق باسم الوزارة أنه جرت إحالة الشكاوى على مراكز الشرطة المحلية للتأكد من صحتها. بدوره، نفى المراقب المجري، النائب في البرلمان الأوروبي، بيلا كوفاتش، في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة موسكو، اكتشاف أي مخالفات.
من جهة أخرى، ذكرت تقارير صحافية إسرائيلية أن نحو 160 ألفاً من المهاجرين الروس في إسرائيل يحق لهم الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، وأشارت إلى أن معظمهم صوّتوا لمصلحة بوتين. وأكد موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني أن الطقس العاصف في إسرائيل لم يمنع أعداداً كبيرة من المهاجرين الروس من التوجه إلى 13 صندوق اقتراع موزعة في أنحاء إسرائيل للإدلاء بأصواتهم.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)