أثار اللقاء المثير للجدل بين الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، هذا الأسبوع، موجة من التصريحات التي بدت حذرة ومتخوفة من عسكرة البرنامج النووي الإيراني، فقد حذّر رئيس الوزراء البريطاني من أن إيران تطوّر صواريخ قادرة على ضرب لندن، فيما عبّر وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، عن تشكيكه في نجاح المحادثات المقترحة بين القوى الكبرى وإيران بشأن برنامجها النووي، وسط ترحيب إسرائيلي أميركي بالمحادثات المرتقبة بين طهران و«5+1». وفيما يتصاعد الجدل الأميركي الإسرائيلي حول جدوى ضربة عسكرية استباقية لإيران، أعلن المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم، أن الحركة لن تضرب إسرائيل في حال نشوب حرب بين الجمهورية الإسلامية والدولة العبرية.
وقال برهوم لوكالة «آسوشيتد برس»، أمس، إن أسلحة حماس «متواضعة» وهي موجودة بغاية الدفاع عن الفلسطينيين، مضيفاً إن حماس لا قدرة لديها بأن تكون «جزءاً» من حرب إقليمية.
من ناحية ثانية، كشفت صحيفة «ديلي تليغراف»، أمس، أن رئيس جهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6)، جون سوارز، زوّد وزراء الحكومة البريطانية بآخر المعلومات الاستخبارية السرية عن التهديد الإيراني، والاستعدادات الإسرائيلية لتوجيه ضربة وقائية ضد النظام الإيراني.
وأشارت الصحيفة إلى أن السرية التي أُحيط بها هذا الإيجاز كانت عالية جداً، إلى درجة أن الوزراء تلقّوا تعليمات طلبت منهم ترك هواتفهم النقالة خارج قاعة الاجتماع، جراء مخاوف من إمكان استخدامها كأجهزة تنصت من قبل وكالات الاستخبارات الأجنبية.
وقالت إن وزراء حزب المحافظين يخشون من أن حزب الديموقراطيين الأحرار، شريكهم في الحكومة الإئتلافية، لن يدعم أي عمل عسكري ضد إيران.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون للجنة الارتباط في البرلمان البريطاني «لا أعتقد أن السلاح النووي الإيراني يهدّد إسرائيل فقط، ومن الواضح أنه يمثل أيضاً تهديداً خطيراً للمنطقة لأن من شأنه أن يؤدي إلى سباق للتسلح النووي فيها، ويمتد إلى نطاق أوسع بسبب وجود مؤشرات أن الإيرانيين يريدون امتلاك نوع من قدرات الصواريخ العابرة للقارات».
ونقلت صحيفة «ديلي ميل» عن كاميرون قوله إن العمل العسكري ضد طهران «لا يزال خياراً محتملاً، ولم يستبعد من الطاولة».
وفي السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، لتلفزيون «إي تيليه» الفرنسي إنه متشكك بالتفاوض مع إيران، وقال «أعتقد أن إيران ما زالت بوجهين». وتابع «لذا أعتقد أن علينا أن نكون حازمين للغاية في ما يتعلق بالعقوبات، وهو ما أراه أفضل سبيل لمنع الخيار العسكري الذي سيكون له عواقب لا يمكن التكهن بها».
وغداة إعلان طهران والغرب عن نيتهما استئناف المفاوضات النووية في وقت ومكان لم يحددا بعد، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي ياكوف أميدرور، «أنا سعيد جداً بأنهم يفتحون المناقشات». وأضاف لإذاعة إسرائيل «لن يكون أحد أسعد منا ـــ ورئيس الوزراء قال هذا بنفسه ـــ إذا ظهر خلال هذه المحادثات أن إيران ستتنازل عن قدراتها النووية العسكرية». وتابع «هناك علاقات عمل جيدة جداً (بين القادة الإسرائيليين والأميركيين)، لكنْ هناك موضوعياً اختلاف في الوضع». وأوضح «في إسرائيل، نحن قريبون من الخطر الإيراني، وهم (الولايات المتحدة) بعيدون. إنهم قوة عظمى ونحن بلد قوي بالتأكيد، لكننا لسنا قوة عظمى. لذلك نفكر بشكل مختلف في مفهومي الفرص (الحوار) والبرنامج الزمني».
أما المتحدث باسم نتنياهو، ليران دان، فأكد أن الولايات المتحدة لم تبذل أي جهد لمنع قيام إسرائيل بعمل عسكري ضد إيران أو الموافقة عليه.
وكان الرئيس الأميركي قد ذكر أن الإعلان عن محادثات جديدة بين القوى الست وإيران يتيح فرصة دبلوماسية لنزع فتيل الأزمة حول برنامج طهران النووي وتخفيف «طبول الحرب».
في هذا الوقت، فرضت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، عقوبات على أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، الجنرال غلام رضا باغباني، متهمة إياه بالسماح لمهرّبي المخدرات الأفغان بتهريب الهيرويين عبر إيران.
وفي فيينا، أفادت مصادر دبلوماسية بأن اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أُرجئ أمس الى اليوم لأن ممثلي الدول الكبرى يرغبون في مواصلة مشاوراتهم بشأن الملف النووي الإيراني بغية إعداد إعلان بهذا الخصوص.
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)