أعلن المجلس الانتقالي الليبي، أمس، جنوب ليبيا منطقة عسكرية بعد الأحداث الدموية بين قبائل متناحرة في مدينة سبها أدّت إلى مقتل 163 شخصاً. وأكد رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل أمس إعلان جنوب ليبيا منطقة عسكرية، عقب اتفاق الصلح الذي جرى التوصل إليه لوقف إطلاق النار وتسلّم الجيش جميع المراكز الحيوية في المدينة وإخضاع المتنازعين لأوامره. وقال عبد الجليل إن رئيس الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الأركان ومدير جهاز الاستخبارات العامة، موجودون حالياً في مدينة سبها للوقوف على آخر التطورات هناك، بعد المعارك المسلحة التي شهدتها على مدى ثلاثة أيام متواصلة. وأضاف إن قوات الجيش الوطني قامت بتأمين جميع المناطق الحيوية في سبها، التي عاد إليها الأمن والهدوء عقب الأحداث التي شهدتها أخيراً، بين قبائل عربية وقبيلة التبو، التي يعيش معظم أبنائها في تشاد.
وذكرت وكالة «يونايتد برس انترناشونال» أن المجلس الانتقالي عين قائد قوات الصاعقة التابعة للجيش، العقيد ونيس بوخمادة، حاكماً عسكرياً لمنطقة الجنوب. وقال رئيس الوزراء الانتقالي عبد الرحيم الكيب، إن هدنة دخلت الآن حيز التنفيذ. وبعد التوصل إلى اكثر من هدنة خلال الايام القليلة الماضية، لكنها انهارت جميعها.
وفي حصيلة الاشتباكات المسلّحة، أفاد الطبيب في مستشفى سبها، عبد الرحمن العريش، أن 8 اشخاص قتلوا، وأصيب 50 بجراح أول من أمس، بينما اشار المسؤول المحلي عن قبيلة التبو، آدم التباوي، الى سقوط 8 قتلى من قبيلته. وكانت وزيرة الصحة فاطمة حمروش، قد أعلنت في وقت سابق، أن 147 شخصاً قتلوا وأصيب 395 منذ اندلاع الاشتباكات قبل أسبوع.
في هذا الوقت، اتهم زعيم «التبو»، عيسى عبد المجيد منصور، قبائل سبها العربية بقصف محطة توليد كهربائية تزود عدة مناطق من الجنوب من معاقل التبو، مشيراً الى انقطاع الاتصالات ومقتل «العديد» من الأشخاص من عناصر قبيلته الجمعة الماضي.
وكان منصور المعارض السابق لنظام معمر القذافي، الذي هدد أخيراً بالانفصال قد دعا «الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التدخل لوقف التطهير العرقي الذي يتعرض له التبو».
بدوره، رأى عضو لجنة المصالحة رضا عيسى، أن قبائل سبها العربية انتهكت الهدنة بقصف حي تايوري، الذي يسكنه التبو بالمدفعية الثقيلة.
(يو بي آي، أ ف ب، رويترز)