رأى رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، أكبر هاشمي رفسنجاني، أن على إيران اقامة أفضل العلاقات مع السعودية والبدء بحوار مع الولايات المتحدة، فيما انتقد أمين مجلس التشخيص نفسه، قائد الحرس الثوري الأسبق، محسن رضائي، سياسة الأتراك في المنطقة، مقترحاً لبنان وغيره من بلدان المنطقة مكاناً للتفاوض النووي مع الغرب بدلاً من تركيا. وقال الرئيس الايراني الأسبق، في مقابلة مع فصلية «دراسات دولية»، إنه «لو كانت علاقاتنا جيدة مع السعودية لما كان في وسع الغرب ان يفرض علينا عقوبات» نفطية، مضيفاً أنها «وحدها السعودية تستطيع أن تحل مكاننا. واذا كانت تنتج النفط طبقاً لحصتها (وليس أكثر من حصتها)، فلا يستطيع احد في العالم أن يعتدي علينا». وأعلن أن «من الممكن اقامة علاقات جيدة مع الرياض»، منتقداً الذين يدلون بتصريحات «متشددة» حيال السعودية من دون أن يفكروا في العواقب.
وتساءل رفسنجاني «ما هو الفارق بين الولايات المتحدة والصين وأوروبا وروسيا؟ واذا ما تفاوضنا مع هذه البلدان، فلماذا لا نتفاوض مع الولايات المتحدة؟ والتفاوض لا يعني الرضوخ لإرادتها»، موضحاً أنه عبّر عن هذا الموقف في رسالة الى مؤسس الجمهورية الاسلامية لايران، الامام الخميني، قبل وفاته اواخر الثمانينيات.
في غضون ذلك، نقلت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء عن أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام، اعتراضه على استضافة تركيا للجولة التالية من المحادثات النووية، في أحدث تصريحات مناهضة لأنقرة من جانب سياسيين في طهران. ونقلت «فارس» عن المرشح الرئاسي السابق، الذي خاض المعركة ضد الرئيس نجاد في انتخابات رئاسة 2009، قوله «نظراً لأن أصدقاءنا في تركيا لم يفوا ببعض اتفاقاتنا فمن الأفضل أن تتم المحادثات في دولة صديقة أخرى».
وفي كلمته إلى العاملين في «منظمة التعاون الاقتصادي»، الاقليمية، لم يحدد أمين مجلس التشخيص، الذي يقدم المشورة للمرشد الأعلى علي خامنئي، الاخفاقات التركية التي كان يشير اليها، لكنه قال إن بغداد أو دمشق أو بيروت ستكون خياراً أفضل لاستضافة المحادثات. وأضاف أن «طرح اسطنبول مكاناً للمحادثات المقبلة قد يعطي انطباعاً خاطئاً للجانب الآخر بأن إيران ضعفت وأنها في موقف ضعف».
من جهة ثانية، كررت موسكو للمرة الثالثة خلال أسبوع تحذيرها من ضربة عسكريّة لإيران، داعية إلى الامتناع عن اطلاقها. وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف، في حديثه لوكالة «انترفاكس» الروسية، إنه «للأسف هناك أدمغة ساخنة، بما فيها إسرائيل»، التي فقدت الثقة في إمكانية التوصل إلى اتفاق بين إيران واللجنة السداسية «على أساس مقبول للجميع، لذلك يتحدثون عن إمكانية استخدام القوة».
وشدّد ريابكوف على أن «هذا (التهديد) غير مقبول، ويجب أن يتوقف تبعاً لكل القوانين، لأنه باتباع سياسة التهديدات وسياسة العقوبات لا يمكن الحصول على تنازلات من الجانب الإيراني»، داعياً إلى اجراء مفاوضات عاجلة بين اللجنة السداسية (التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، وإيران آخذاً بعين الاعتبار احتمال نشوب نزاع. وأضاف «نرى ان الوضع يتصف بخطورة بالغة، وهناك نزعة نحو تصعيد الوضع، ولا يمكن تأخير المفاوضات التي تعد أمراً ملحاً للغاية، ويجب أن نسير على طريق استعادة الثقة بين الأطراف ووقف تفاقم الوضع، الأمر الذي يدفعنا إلى اتخاذ خطوات عاجلة».
وعن موعد اجتماع إيران والسداسية قال المسؤول الروسي إنه لم يتم الاتفاق بعد على الموعد النهائي للاجتماع ومكان عقده، مضيفاً «يمكن أن يعقد في 13 نيسان، كما انه قد يعقد في 14 منه.. أو بعد هذا التاريخ».
(يو بي آي، رويترز)