أكدت طهران، أمس، أن المحادثات بينها وبين مجموعة «5+1» بشأن ملفها النووي، والمنقطعة منذ عام، ستُعقد فعلاً السبت المقبل في إسطنبول بعد جدل دار حول المكان، فيما أعلنت عن اجتماع لاحق قد يُعقد في بغداد. وفي الوقت نفسه جدّدت إيران تحذيرها من إقامة الدرع الصاروخية في دول الخليج العربية، واصفة المشروع بأنه «أميركي ـــ إسرائيلي». وفي هذه الأثناء، كرر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمام موظفي الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، أن بلاده «ستواصل بتصميم السبيل المتخذ، وممارسة حقها» في تطوير التكنولوجيا النووية.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عنه قوله «الصناعة النوویة تعمل كالقاطرة التي تسحب معها الصناعات الأخرى. إنها مثل صناعة الفضاء التي تتبعها عشرات الصناعات الملحقة بها، ويبدو أننا بحاجة إلى مواصلة هذا
السبیل».
وأضاف «إنكم عميان لو اعتقدتم أن بوسعكم وقف النمو العلمي لإیران باغتیال العلماء الإیرانیین»، في إشارة إلى مقتل أربعة علماء إيرانيين منذ 2010.
وتابع «لا تظنوا أن بوسعكم الحد من حركة هذا النهر الهادر، واعلموا أنه إذا اغتلتم عالماً فإن المئات بل الألوف سیأخذون مكانه».
كذلك شدد نجاد، في لقاء مع رئيس الوزراء الياباني السابق يوكيو هاتوياما في طهران، على أن «إيران مستعدة للمفاوضات.
وستطرح مقترحاتها الخاصة في اللقاء المقبل» مع مجموعة 5+1، لكنّ «الغربيين لم يبدوا حتى الساعة رغبتهم في حل المسألة النووية الإيرانية».
من ناحيته، قال وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، للموقع الإلكتروني لمجلس الشورى، «نأمل أن تأتي الدول 5 +1 إلى طاولة المفاوضات بنية صادقة، وسنبذل أيضاً جهوداً صادقة ليتمكن الطرفان من التوصل إلى اتفاق مثمر لكل منهما».
وأضاف أن طهران لن تقبل أن تفرض القوى العالمية شروطاً مسبقة قبل المحادثات النووية. وأضاف أن طهران تأمل أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق «يسمح بحماية حقوق إيران (في التحكم في الطاقة النووية) وتهدئة القلق الذي تعبّر عنه دول 5+1» بشأن النيّات الإيرانية.
من جهته، قال المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، في بيان، إنه تقرر بعد محادثات صعبة بين رئيس المجلس سعيد جليلي ووزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون «عقد الجولة من المفاوضات في إسطنبول في 14 نيسان، وستجرى دورة ثانية في بغداد»، مضيفاً أن «موعد اجتماع بغداد سيعلن بعد لقاء
إسطنبول».
بدوره قال مايكل مان، المتحدث باسم أشتون التي تمثل مجموعة «5+1» (وتضم مجموعة 5+1 الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا)، «توصلنا إلى اتفاق على إجراء محادثات في إسطنبول في 14 نيسان»، مضيفاً «نأمل أن يكون هذا الاجتماع الأول في سلسلة طويلة منها».
في السياق أيضاً، رفض رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي دواني، إحياء اتفاق المبادلة مع القوى الكبرى الذي انهار عام 2009، وكان ينص على إمداد إيران بوقود مخصّب في الخارج لاستخدامه في أغراض سلمية في مفاعل بحثي في طهران.
وقال دواني، خلال مقابلة تلفزيونية، إن «الجمهورية الإسلامية لن تعود أدراجها، وهي غير مهتمة بالحصول على وقود مخصّب بدرجة 20 في المئة من دول أخرى، لأنها قامت
باستثمار».
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولايات المتحدة ودولاً غربية أخرى تعتزم مطالبة إيران بالإغلاق الفوري لمنشأة فوردو قرب قم وتفكيكها في نهاية المطاف، وستطالب أيضاً بوقف إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 20 في المئة.
وأضاف المسؤول الأميركي لوكالة «رويترز» أن وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة «20 في المئة وإغلاق (منشأة) فوردو يمثلان أولوية ملحة» لإدارة الرئيس باراك أوباما وشركائها الدوليين في التعامل مع إيران.
من ناحية ثانية، نسبت وكالة الأنباء الإيرانية الى وزیر الدفاع الإیراني العمید أحمد وحیدي تحذيره من مشروع إقامة الدرع الصاروخية في منطقة الخليج، واصفاً المشروع بأنه «مشروع أميركي ـــ إسرائیلي بامتیاز».
ودعا «الدول الصدیقة إلی عدم الانضمام إلى مثل هذه المشاریع»، مضيفاً أن «هذه المشاریع لن توفّر الأمن في المنطقة، بل تزید من التوتر وانعدام الأمن فیها».
من جهة أخرى، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية، فاروق الزنكي، إن الكويت بحثت أكثر من سيناريو تحسّباً لإغلاق مضيق هرمز، ومن بينها تخزين النفط خارج الخليج، ولكن لم يُتّخذ قرار بعد.
ونفى قيام الكويت في الوقت الحالي بتخزين النفط خارج الخليج، مؤكداً أن هذا الأمر هو مجرد فكرة خضعت للنقاش، ولا يوجد خطة محددة بشأنها، وأنها «أحد الخيارات» الممكنة.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)