انتهت القمة السادسة للأميركيتين أول من أمس في كولومبيا، من دون بيان ختامي بسبب الخلاف مع الولايات المتحدة حول استبعاد كوبا، فيما أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما، عن أمله في اجراء تحقيق «معمّق ودقيق» في قضية الدعارة التي اتُّهم حرّاسه الشخصيّون بالتورط بها في هذا البلد. وعارضت دول أميركا اللاتينية، بشكل لم يسبق له مثيل، العقوبات الأميركية المفروضة على كوبا، الأمر الذي جعل الرئيس الأميركي معزولاً خلال قمة الأميركيّتين، التي عقدت يومي السبت والأحد، وكشف عن تراجع نفوذ واشنطن في المنطقة.
وتعرض اوباما لانتقادات من البرازيل ودول أخرى بسبب سياسة الولايات المتحدة النقدية ووقف موقف الدفاع بشأن مطالب بإجازة المخدرات قانوناً.
وللمرة الأولى، أيدت الدول الحليفة للولايات المتحدة مثل كولومبيا المطلب التقليدي للحكومات اليسارية بضرورة مشاركة كوبا في الاجتماع المقبل لمنظمة الدول الأميركية.
وقال الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، «لم يصدر اي اعلان بسبب عدم التوافق» حول استبعاد كوبا، بسبب موقف الولايات المتحدة وكندا من البلد الشيوعي. وشدد سانتوس الحليف للولايات المتحدة، على ان «غالبية الدول تدعم مشاركة كوبا»، وذلك بعدما أشار في وقت سابق الى ان استبعادها يشكل «تناقضاً».
الا أن المستشار المساعد للأمن القومي في البيت الابيض بن رودز قال «لقد سبق وقلنا مراراً اننا سنرحب بمشاركة كوبا ديموقراطية في قمة الاميركيتين. للاسف هذا اليوم لم يأت بعد».
في المقابل، سخر الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو الذي تابع القمة عبر التلفزة، في مقال نشرته الصحف الكوبية أول من أمس، من اوباما، اذ اعتبره «سارحاً في أفكاره وغائباً أحياناً» خلال النقاشات.
وفي السياق، قالت كتلة «ألبا» اليسارية التي تضم فنزويلا والإكوادور وبوليفيا ونيكاراغوا وبعض دول الكاريبي، إنها لن تشارك في اجتماعات قمة الأميركيتين التي تعقد مستقبلاً اذا لم تكن كوبا حاضرة. كما امتنع رئيسا الاكوادور ونيكاراغوا رافايل كوريا ودانيال اورتيغا، عن المشاركة، فيما غاب رئيس فنزويلا هوغو تشافيز الذي يتابع جولة جديدة من علاجه ضد السرطان في هافانا.
وخلال القمة، ضبط 16 من أفراد الأمن الأميركي في قضية دعارة، حيث قال الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي في كارتاهينا، «بالتأكيد سأشعر بالغضب» اذا تبين ان الاتهامات صحيحة. وتم وقف 11 عنصراً من الجهاز السري عن العمل للاشتباه في أنهم عاشروا مومسات في كارتاهينا. كما تم تعليق خدمة خمسة عسكريين متورطين في هذه القضية. الا ان الجهاز السري قال ان اياً من هؤلاء لم يكن مكلفاً حماية الرئيس بشكل مباشر.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)