استنكر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أمس في عاصمة قطر، زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد، لجزيرة ابو موسى المتنازع على ملكيتها بين ايران والامارات، ووصفوها بأنها «استفزاز وانتهاك لسيادة الامارات»، إلّا أن نجاد الذي استبق اجتماع الدوحة بخطاب القاه في مراسم یوم الجیش في طهران، أبدى استعداد بلاده للتعاون مع الدول الأخری لتوفیر الأمن في كل المنطقة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن نجاد قوله إن ايران «على استعداد للتعاون مع الدول الأخری لتوفیر الأمن في كل المنطقة». واعتبر أن الشعب الایراني من أكثر شعوب العالم توقاً للسلام، لكنه أكد في الوقت نفسه أن «الجیش الایراني سیجعل الأعداء یعضون أصابع الندم لو مسّوا الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بسوء».
ومن دون أن يذكر بوضوح عودة التوتر مع الدول العربية في الخليج بعد زيارته جزيرة أبو موسى التي تطالب بها الامارات، قال الرئيس الايراني إن «وحدة التعاون» يمكنها ضمان أمن المنطقة «الحساسة جداً». وانتقد نجاد مجدداً «التدخلات الأجنبية التي لا تجلب سوى عدم الأمان والانقسامات»، ملمّحاً الى وجود القوات الأميركية في عدد من دول الخليج.
وعرض التلفزيون الحكومي مشهد الدبابات والمدفعية والصواريخ والطائرات من دون طيار، التي شاركت في مراسم يوم الجيش في طهران.
وفيما شنت الصحف السعودية هجوماً عنيفاً على ايران بعد زيارة الرئيس نجاد جزيرة ابو موسى وانتقدت عدم التحرك الحازم ازاء «التدخلات الايرانية» في الشؤون الخليجية، عقد وزراء خارجية الدول الخليجية الست في الدوحة اجتماعاً أصدروا في ختامه بياناً استنكر بشدة زيارة الرئيس الايراني جزيرة ابو موسى، «باعتبارها عملاً استفزازياً وانتهاكاً صارخاً لسيادة الامارات العربية على جزرها الثلاث».
كذلك رأى المجلس الوزاري في ختام الاجتماع الذي عقد بدعوة من الامارات، أن الزيارة التي اجراها الرئيس الايراني يوم الاربعاء الماضي «تتناقض مع سياسة حسن الجوار التي تنتهجها دول الجوار في التعامل مع ايران ومع المساعي السلمية التي دأبت دول المجلس على الدعوة اليها من أجل حل قضية احتلال الجزر».
واذ اعتبر وزراء الخارجية ان زيارة نجاد للجزيرة «لا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية»، دعوا ايران الى الحوار مع الامارات او اللجوء الى محكمة العدل الدولية، وهو موقف ما انفكت الامارات تكرره في السنوات الاخيرة. وطالب المجلس «الجانب الايراني بانهاء احتلال هذه الجزر والاستجابة الى دعوة دولة الامارات إلى ايجاد حل سلمي وعادل عن طريق المفاوضات أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية». كذلك اعلنت دول المجلس «تضامنها الكامل مع دولة الإمارات»، مشددة على أن «الاعتداء على السيادة أو التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة من دول المجلس يعد تدخلاً واعتداء على كافة دول المجلس».
في الموضوع النووي، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني، إن المجلس يدعم المفاوضات النووية بين بلاده ومجموعة «5+1» في اطار معاهدة الحد من الانتشار النووي (ان.بي.تي) ومصالح ايران فقط. واضاف لاريجاني، خلال جلسة للمجلس، أنه «بالرغم من عدم امكانية إبداء حكم تام بشأن هذه المفاوضات (التي استؤنفت الأسبوع الماضي في تركيا) لأن سلوك الدول الغربية متغير، الا انها تشير إلى أن المحادثات عادت الى الأساس المقبول في (ان.بي.تي)، وتعتبر خطوة ايجابية الى الأمام».
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف، أمس، أن بلاده ترى ان الفصل بين جولتي المفاوضات بين إيران ودول «5+1» مُبرّر، وتدعو طهران الى تطبيق التزاماتها المتعلقة ببرنامجها النووي.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية عن ريابكوف قوله، إن «التوقّف المؤقت في المحادثات مُبرّر جداً، إضافة إلى أن (هذا التوقف المؤقت) سيُشغل بعمل محدّد»، مضيفاً أن على المحادثات أن «تمتلئ بمضمون عملي».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)