رأى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، أن «بعض الأطراف» تعمل على الإيحاء بأن العراق خارج العالم العربي. كلام خامنئي جاء خلال استقباله في طهران، أمس، رئیس الوزراء العراقي، نوري المالكي، الذي تعرّض للنقد من رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، الذي أبدى معارضته بيع الولايات المتحدة طائرات «أف 16» لبغداد في الوقت الذي لا يزال المالكي في السلطة، وذلك خشية أن يستخدمها ضد الأكراد.
ونسبت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) إلى خامنئي قوله إن بعض الأطراف تعمل «جاهدة للإیحاء بأن العراق یقف خارج العالم العربي، لكن القمة العربیة في بغداد وضعت العراق في رأس الجامعة العربیة، ورئیس الوزراء العراقي رئیساً لهذه الجامعة». وأضاف أن «البعض لا یروقه أن یشاهد العراق قویاً»، مشيراً إلى أن «الانسحاب الكامل للعسكریین الأميركیین من العراق مثّل إنجازاً مهماً وكبیراً، تحقق بفضل صمود الحكومة العراقیة والإرادة الصلبة لعموم أبناء الشعب العراقي».
وتوقّع خامنئي أن «تصبح آفاق العراق في المستقبل أكثر إشراقاً ولمعاناً مما هي علیه الیوم»، لافتاً إلى أن «هناك أطرافاً معادية لا تحبذ تنامي قوة العراق».
وشدد على أن «تنطلق في العراق نهضة علمية، باعتباره كان مركزاً للمواهب العلمية في العالم العربي، وأن يُوجَّه الجامعيون والنخب نحو الجهاد العلمي».
وخلال استقباله رئيس الوزراء العراقي، الذي بدأ زيارة لطهران منذ أول من أمس، رأى أمین المجلس الأعلی للأمن القومي الإیراني سعید جلیلي أن نجاح قمة الجامعة العربیة في بغداد خطوة إیجابیة علی طریق إحیاء دور العراق الحقیقي بخصوص القضایا الإقلیمیة والدولیة.
من جانبه، أكد المالكي مكانة الجمهوریة الإسلامیة، واصفاً التعاون بین إیران والعراق بالمهم لإحلال السلام والاستقرار والأمن في المنطقة. وأشار إلى أن العلاقات بين إيران والعراق تطورت في مختلف المجالات، وأن الوفود الصناعية والتجارية تتبادل الزيارات بين البلدين.
من جهة ثانية، قال رئيس إقليم كردستان، في لقاء مع عدد من الصحافيين لإطلاعهم على نتائج زيارته واشنطن وأنقرة: «يجب ألاّ تصل طائرات أف 16 إلى يد هذا الشخص (المالكي)». وأضاف: «إمّا العمل على منع وصولها إليه لينفّذ ما يجول في ذهنه ضد الكرد، أو يجب أن يكون خارج السلطة حال وصولها».
واتسعت حدة الجدل بين أقوى زعيمين في العراق، ووصلت العلاقات بينهما للمرة الأولى إلى مستوى شديد التوتر.
واتهم البرزاني المالكي في عدة مناسبات بـ«الدكتاتورية» والتفرد بالسلطة، فيما اتهمت بغداد أربيل بتهريب النفط من حقولها في الإقليم، إلى إيران وأفغانستان. ويقول البرزاني إن خشيته مبنية على أساس لقاء جمع المالكي بعدد من قياداته الأمنية تناول الخلافات بين بغداد والإقليم «وطلب خلاله عدد من الضباط الضوء الأخضر لطرد الأكراد خارج أربيل ومصيف صلاح الدين (مقر إقامة بارزاني)، وأجابهم المالكي: انتظروا لحين وصول طائرات أف 16».
من جهة أخرى، أكد البرزاني رغبة شركة «اكسون موبيل» الأميركية في المضي في تعاقداتها التي أبرمتها مع الإقليم. وقال: «عندما ذهبت إلى أميركا طلبوا رؤيتي والتقيت بهم وجاء رئيس الشركة مع أشخاص آخرين وقالوا إنهم ملتزمون مع إقليم كردستان ما وقّعوه». وتابع: «قالوا: نرغب في البقاء بجنوب العراق، لكنهم إن أصروا، فلا يمكن إلغاء عقدنا مع إقليم كردستان».
وكانت الحكومة العراقية قد خيرت «اكسون موبيل» بين العمل مع بغداد، أو المضي في التعاقد مع الإقليم الكردي الذي يتمتع بحكم ذاتي.
(إرنا، مهر، يو بي آي)