افتتح أمس أكبر سجن في المملكة المتحدة، وأحد أوسع سجون أوروبا. سجن أوكوود يقع بجوار سجني فيذيرستون وبرينزفزرد (مخصّص للأحداث) في مقاطعة ستافوردشاير وسط بريطانيا ويستوعب 1605 سجناء. ويعدّ سجن أوكوود من السجون المتوسطة المحاذير الأمنية. بلغت كلفة بنائه 31 مليون جنيه إسترليني، وهو أحد السجون الثلاثة التي كان يفترض أن تبنى لتؤوي نحو 2500 سجين، لكن أعادت الحكومة النظر في ذلك قبيل انطلاق ورش البناء في آب 2009 لأسباب أمنية؛ إذ أثبتت الدراسات أن وضع 2500 سجين في مكان واحد، مهما بلغ تطوّر الخصوصيات الهندسية والتقنية، يصعّب حفظ الأمن والنظام وقد يؤدي إلى عقبات جدية.
لكن اللافت في سجن أوكوود، ليس حجمه الكبير وسعته الفائقة، بل تولي شركة «جي فور اس» الخاصة لمدة 15 سنة إدارته وحراسته. وبالتالي سيكون هذا السجن أوسع السجون الستة التي تديرها «جي فور اس» في المملكة المتحدة منذ 1992. وكان وزير الخارجية البريطاني (حزب العمّال) جاك سترو قد عارض خصخصة السجون، عملاً بمبادئ حزبه، ووعد بإعادة السجون المخصخصة إلى الإدارات العامة، لكن ذلك لم يحصل. بل استمرّت خصخصة السجون خلال عهد رئيس حكومته توني بلير، ما يشير إلى حجم النفوذ الرأسمالي في تحديد السياسات العامة في بريطانيا. هذا على الرغم من أن كلفة إدارة السجون وحراستها بواسطة القطاع الخاص لا تقلّ عن كلفة إدارتها من قبل مؤسسات القطاع العام. أما جودة الخدمة فتختلف بين سجن وآخر. لكن تقريراً عن أوضاع السجون في المملكة المتحدة كان قد أورد أن بعض السجون التي تديرها الشركات الخاصة تفتقر إلى أبسط الحاجات، بما فيها المخدات والفرش وكراسي المراحيض وخزائن لوضع الملابس والأغراض الخاصة للسجناء بسبب عدم ورود بنود بشأنها في نصّ التعاقد الذي وقّع بين الدولة والشركة. وعلى الرغم من ذلك، تتساوى كلفة بناء السجون وإدارتها بين القطاعين العام والخاص.
أما سجن أوكوود، فسيدار بكلفة مخفوضة عن السجون الأخرى التي يديرها القطاع الخاص، إذ تقدّر كلفة السجين السنوية بـ11 ألف جنيه إسترليني مقابل معدّل 27.400 جنيه إسترليني للسجين سنوياً في باقي السجون البريطانية. ويدّعي المسؤولون في شركة «جي فور اس» أنهم أدخلوا تعديلات على آليات تقديم خدمات النظافة والتغذية والمياه والعلاج والتعليم وتأمين الحراسة، أتاحت خفض الكلفة. ويدّعي هؤلاء المسؤولون أنهم أدخلوا تلك التعديلات بناءً على استشارات وصلتهم من إداريين رسميين سابقين في السجون البريطانية، ما يدفع إلى التساؤل عن أسباب عدم إدخال الإداريين الرسميين أنفسهم التعديلات خلال وجودهم في سدة المسؤولية.
ويتألف سجن أوكوود من 16 مبنى، ثلاثة منها بحجم كبير خصصت لإقامة السجناء. أما المباني الأخرى ففيها المطابخ والمستودعات والمستوصفات الطبية والمستودعات ومكاتب الإدارة وأماكن نوم الحرس وقاعات الرياضة والمشاغل والمصانع. ويتيح السجن لنحو 900 سجين فرصاً للعمل لجمع مبالغ مالية توضع في الأمانات وتقبض بعد انتهاء مدة العقوبة وإخلاء السبيل.