تونس | تتفاوت ردود فعل الطبقة السياسية التونسية حيال التأثير المتوقع لفوز المرشح الإشتراكي، فرانسوا هولاند، بالرئاسة الفرنسية على العلاقات مع تونس. المحلل السياسي، نبيل المناعي يرى أن «عودة اليسار لن تغير كثيراً في السياسة الخارجية الفرنسية، ولا سميا في أمهات القضايا». ويضيف «لكن أسلوب التعامل سيتغير، فقد شهد الشارع السياسي الفرنسي حالة تشنج كبيرة من تبعات السياسات الساركوزية، وصعود اليسار سيخفف منها بالتأكيد، كما أن القواعد الشعبية لليسار الفرنسي تتعاطف كثيراً مع «المد التحرري» في العالم العربي». ولفت إلى أن «ذلك سينعكس على مواقف الإليزيه في حال فوز اليسار، حيث سيكون تفاعله مع الربيع العربي أكثر التصاقاً بالنضالات الشعبية، بعيداً عن رؤى الهيمنة الأطلسية». بدوره، يرى العضو السابق في «المسار الاجتماعي الديموقراطي» (اليسار)، بوجمعة الرميلي، أن «الخطاب الحربي الذي استعمله نيكولا ساركوزي في المناظرة مع هولاند لم يعجب غالبية التونسيين». وأضاف «هناك ميل أكبر للخطاب المتوازن الذي ظهر به هولاند، لكن الجميع يعرف أن السياسة الخارجية الفرنسية لن تشهد تغييراً كبيراً، بما فيها الموقف من العلاقات مع دول الضفة الجنوبية للمتوسط».
من جهته، يرى الدبلوماسي التونسي السابق، عبد الله العبيدي، أن «العلاقة بين فرنسا وبلدان المغرب العربي لا يمكن أن تستمر ضمن منظور (الوصاية القديمة) التي تطبع العلاقات بين ضفتي المتوسط»، مضيفاً «ولعل الفوز المرتقب لليسار في فرنسا فرصة مواتية لإحداث هذا التحول التاريخي في العلاقات مع الدول المغاربية».
من جهتها، تتفاءل حركة «النهضة» الحاكمة في تونس بفوز اليسار الفرنسي. ويؤكد المسؤول الإعلامي لحركة «النهضة»، نجيب الغربي، في حديث لـ«الأخبار»، أن «الرأي السائد بين قادة الحركة أن فرنسا تحت حكم اليسار ستكون أفضل بكثير من فرنسا ساركوزي». ويفسر القيادي النهضوي هذا الموقف بـ «المواقف الفرنسية التي تلت اندلاع الثورة التونسية، وبالأخص ما قامت به وزيرة خارجية فرنسا السابقة، ميشيل إيليو ماري، حيث عرضت على الرئيس المخلوع بن علي مساعدته بأدوات قمع الاحتجاجات لإخماد ثورة الكرامة». ويضيف «مواقف حكومة ساركوزي من الثورة التونسية في بدايتها تجعل من المستحيل أن تتحسن العلاقات الفرنسية ـــــ التونسية ما لم يتغير نزيل الإليزيه»، كما أن اليسار الفرنسي كان قريباً من أقطاب السلطة الجديدة في تونس، عندما كانوا لاجئين سياسيين في الخارج، وهذا العامل سيسهل فتح صفحة جديدة بين البلدين، في حال فوز هولاند.