قدّمت طهران لمجموعة «5+1»، في الجولة الأولی من محادثات بغداد، أمس، رزمة تتضمن 5 محاور «جديدة وشاملة»، فيما يستكمل الجانبان اليوم مفاوضاتهما النووية في أجواء غير واضحة، ووسط انتقادات إعلامية إيرانية لمقترحات الدول الكبرى. وقالت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا)، إنه «خلال جلسة المفاوضات قدّمت إيران لمجموعة «5+1» حزمة تضم خمس نقاط تشمل عدداً من القضايا النووية وغير النووية». من جهتها، أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) بأن المقترحات التي طرحتها إيران «شاملة»، على العكس من المقترحات التي قدمتها مجموعة «5+1» والتي وصفتها الوكالة الإيرانية بأنها مليئة بالتفاصيل الثانوية. وذكرت «إرنا» أن رزمة المقترحات الإیرانیة أُعدّت علی أساس مبادئ محادثات اسطنبول الشهر الماضي، التي استندت إلى معاهدة حظر الانتشار النووي، وكذلك برنامج «الخطوة خطوة»، وهي رزمة متوازنة من حیث الأخذ والعطاء.
كذلك، حملت الدول الست خلال محادثاتها «عرضاً جديداً» لطهران، التي تتطلع من جهتها الى تخفيف العقوبات المفروضة عليها، وخصوصاً المتعلقة بقطاع النفط. وقال مايكل مان، المتحدث باسم مسؤولة السیاسة الخارجیة والأمن في الاتحاد الأوروبي، كاثرین آشتون، «بالتأكيد، نحمل مقترحات تهم إيران» وتتعلق بالأزمة الطويلة حول الملف النووي. وأوضح أنه «لدينا عرض جديد يُعالج بواعث القلق المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني... ونأمل من الإيرانيين أن يقدموا رداً إيجابياً على عرضنا». وتابع المتحدث «يمكننا أن نحقّق تقدّماً اليوم. لكن الأمر يتعلق بمسار. لن تكون هناك نتائج دراماتيكية اليوم، لا أعتقد ذلك، لكننا سنحقق تقدّماً مهمّاً إذا جرت الأمور بشكل جيد».
إلا أن وسائل الإعلام الإيرانية انتقدت بالإجماع المقترحات «غير المتوازنة» للقوى العظمى التي طلبت من إيران تقليص برنامجها النووي خلال مفاوضات بغداد. وأكد مراسلو التلفزيون الرسمي ووكالة «إرنا» الرسمية في نهاية الجلسة الأولى من المناقشات أن مقترحات مجموعة 5+1 «مستهلكة وغير مكتملة وغير متوازنة». كذلك، أكدت شبكة «برس ــ تي. في» أن هذه المقترحات تثبت أن «مجموعة 5+1 ليست جدية في المفاوضات مع إيران».
وذكرت وسائل إعلام عدة أن محور هذه المقترحات وعد بألا تفرض عقوبات جديدة على طهران مع الموافقة على حصول إيران على قطع غيار لطائراتها وإمكان تعليق الحظر الأوروبي المفروض على السفن الإيرانية التي تنقل النفط. وأكدت شبكة «العالم» الإخبارية، أن هذه المقترحات في نظر إيران «لا تندرج في روحية مناقشات اسطنبول ولا في إطار معاهدة الحد من الانتشار النووي ولا ترد على المسائل الأساسية». وأضافت إن «الوفد الإيراني يطالب بتعديلات» على هذه المقترحات، على أن تدرج فيها «مسائل غير نووية ومسائل إقليمية ومشكلة الترسانة النووية الإسرائيلية».
ودعت إيران الدول الست الكبرى الى «مراجعة» عرضها للسماح بإجراء جولة تفاوض جديدة تلي جولة بغداد، حسبما أكد مسؤول إيراني لوكالة «فرانس برس»، معتبراً أن «نقاط التفاهم ليست كافية بعد لمواصلة المفاوضات». في هذا الوقت، وصف رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، الاجتماع بأنه «حدث مهم». وقال خلال استقباله آشتون، إن «الجميع يتطلع الى نجاح المباحثات الجارية حول الملف النووي الإيراني لأن ذلك سينعكس إيجاباً على عموم المنطقة وعلى العراق بالأخص». وفي موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، أن «الجانب الإيراني مستعد للتوصل الى اتفاق بشأن خطوات ملموسة» لحل المواجهة الدولية بشأن برنامجها النووي، مؤكداً أن العقوبات الجديدة المحتملة التي وافق عليها مجلس الشيوخ الأميركي ستقوض الجهود للتوصل الى اتفاق مع إيران.
وفي السياق نفسه، رأى وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، أن قرار مجلس الشيوخ الأميركي بفرض عقوبات جديدة على إيران «لا يحمل رسالة إيجابية»، مضيفاً: «إن بعض التيارات في أميركا تنتهج مساراً، بحيث إن إجراءاتها لن تكون لها نتائج بنّاءة على تقدم المحادثات».
في هذه الأثناء، انتقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بصورة غير مباشرة، استضافة بغداد للمفاوضات بين إيران ومجموعة «دول 5+1». وقال إن «زج العراق في قضية الملف النووي الإيراني وغيره أمر خطير وغير مقبول، بل مرفوض، وقد تترتب عليه مفاسد كثيرة، أهمها عدم استقلالية العراق والضغط عليه عبر مثل تلك القضايا».
من جهة أخرى، كشفت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن وزراء بريطانيين يناقشون الطرق التي سترد بها بلادهم في حال وقوع مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران. وأضافت إن الخبراء القانونيين لدى الحكومة البريطانية يبحثون في خيارات تتراوح بين تقديم الدعم الدبلوماسي البريطاني لإسرائيل واحتمال مشاركة البحرية الملكية البريطانية في المنطقة.
(إرنا، مهر، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)