بينما كانت بكين وموسكو تدعوان إلى حل سلمي للأزمة النووية بين إيران والغرب، شككت طهران في رغبة الدول الكبرى بالتوصل الى اتفاق بشأن هذا الملف خلال جولة المفاوضات المقبلة في موسكو. وقال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، في رسالة الى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، التي تمثل مجموعة «5+1» في المفاوضات النووية مع طهران، إن «تأخر الطرف الآخر في قبول اجتماع خبراء (طالبت به إيران للتحضير للقاء موسكو في 18 و19 الشهر الجاري) يلقي الشكوك والغموض حول رغبته في إجراء محادثات ناجحة».وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن جليلي أعرب، في رسالته، عن الأمل في أن «تجد مجموعة 5+1 الإرادة الضرورية لعقد لقاء على مستوى المساعدين والخبراء لإنجاز الاستعدادات لاجتماع موسكو» الذي تشارك فيه إيران ومجموعة «5+1» التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا).
وفي السياق، رفض الاتحاد الأوروبي عقد لقاء بين علي باقري، مساعد جليلي، وهيلغا شميدت، مساعدة آشتون، حسبما ذكرت معلومات نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية.
في غضون ذلك، أعربت روسيا والصين، في بيان أعقب محادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمسؤولين الصينيين في بكين، عن أن «روسيا والصين تعارضان استخدام القوة العسكرية والتهديد باستخدامها ضد إيران، ولا توافقان على فرض عقوبات أحادية ضدها». ودعا البلدان الى الحوار من أجل إيجاد حل دبلوماسي للمأزق بشأن برنامج إيران النووي. وحذر البلدان من أن استمرار المواجهة «يمكن أن يقود الى انعكاسات سلبية ليس فقط على دول المنطقة، بل على المجتمع الدولي بأكمله».
وتلى البيان الروسي الصيني، لقاء عقده رئيس الوزراء الصيني وين جياباو، مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في بكين. وقال وين إن بكين تعارض سعي أي بلد شرق أوسطي لامتلاك أسلحة نووية، مضيفاً إن الدول يجب أن تتوقف عن تصعيد مسألة برنامج إيران النووي، حسبما نقلت عنه وكالة الصين الجديدة للأنباء (شينخوا).
في هذه الأثناء، أعرب مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية، عن أمله بأن تتمكن بلاده والوكالة التابعة للأمم المتحدة من التوصل الى اتفاق إطار بشأن تحقيق معلق في أنشطة طهران الذرية المتنازع عليها، وذلك خلال اجتماع يعقد غداً في فيينا بين طهران ووكالة الطاقة.
من جهة ثانية، اعترف وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، لأول مرة أمس، بقدرة إسرائيل على شن هجمات إلكترونية (سايبر)، وأشار الى أن إسرائيل تطور هجمات من هذا النوع، لكنها تبذل جهوداً أيضاً في مجال الدفاع لصدّها.
ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» عن باراك قوله خلال مؤتمر «السايبر» الدولي في تل أبيب، أن «هدفنا هو في الدفاع. وهو المجال الأصعب والأهم ومنع الأضرار، وهو أهم مما يمكن ربحه من خلال عملية هجومية، رغم أن كلا الجانبين متوفر». وقال باراك «إننا نستعد كي نكون في المقدمة العالمية للسايبر، سواء في الأجهزة المدنية أو داخل جهاز الأمن».
يذكر أن إيران اتهمت إسرائيل أخيراً بتشغيل فيروس إلكتروني جديد يدعى «فليم» في أجهزة حواسيبها، وصفه خبراء حماية إلكترونية بأنه برنامج متطور للغاية، ورجحوا أن بإمكان دولة فقط لديها خبرة كبيرة أن تطوره. واعتبر أن «العالم الحر يخضع لتهديد من جانب المنظمات الإرهابية ودول شريرة ومنظمات إجرامية، لكن حتى الآن لم يتم تطوير الأدوات لرد متكامل، لا على المستوى الوطني ولا بالتعاون العالمي».
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)