قبل نحو أسبوع من استئناف المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى، اقترح رئیس ﻣؤسسة الإﺫﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ الإيرانية عزت الله ضرغامي، بث تفاصیل هذه المفاوضات المُزمع عقدها في موسكو في 18 و19 الجاري، عبر القنوات الفضائیة العالمیة مباشرة على الهواء. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عن ضرغامي قوله، إن القنوات الإيرانية مستعدّة لبث أحداث المفاوضات مباشرة على الهواء، وبمختلف اللغات الرسمیة، معتبراً أن «هذا الإجراء سیمثل خطوة مؤثرة على صعید بناء الثقة وتوعیة الرأي العام العالمي، للتعرف على مدى الالتزام بالحقوق الشرعیة للشعوب، وكذلك مصداقیة طرفي المفاوضات». في غضون ذلك، اعتبر علي سعيدي، ممثل المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية السيد علي خامنئي لدى الحرس الثوري، أن «السبيل الوحيد» لقوى «5+1» التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا، هو «قبول مطالب ايران في جو من الاحترام المتبادل ووقف تسييس (المسألة النووية)». وقال السعدي، حسبما نقلت عنه وكالة «مهر» أمس «للأسف إن منطق الترهيب لدى قوى 5+1، وخصوصاً الولايات المتحدة، ليس مقبولاً بأي شكل لدى السلطات ولا الشعب» الايراني.

من جهته، قال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي، لوكالة «إرنا» إن ايران كانت «على الدوام مستعدة للتعاون» مع القوى الكبرى، لكنها لن تتخلى عن «حقوقها» في المجال النووي. واضاف ان «على الغربيين الانصياع الى الطلب العقلاني لإيران باستخدام الطاقة النووية لغايات سلمية».
في المقابل، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، يوكيا امانو، انه «غير متفائل» ازاء تطور المحادثات التي عقدت بين الوكالة وطهران في فيينا الجمعة الماضي.
الا أن المندوب الايراني لدى الوكالة علي اصغر سلطانية، أوضح أمس، لوكالة الانباء الطلابية الايرانية (اسنا)، أن الاتصالات لم تُقطع (مع الوكالة) وان تعقيدات المواضيع التي تعالَج تتطلب «التحلي بالصبر»، وان ايران ما زالت تأمل «التوصل الى اتفاق خلال اللقاء المقبل» الذي لم يحدد موعده.
لكن سلطانية كرر انتقادات ايران لوكالة الطاقة، مؤكداً في مقابلة نشرتها أمس صحيفة «طهران تايمز» أن «مفتشي وكالة الطاقة يرغمون من قبل بعض الدول على القيام بأنشطة استخبارية (في ايران) وقبول وثائق مزورة (ضد ايران) وهو أمر غير مقبول».
وفي السياق، قال الدبلوماسي الأميركي ريتشارد وليامسون، مستشار المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني، إنه في حال انتخاب الأخير رئيساً، فإنه سيستخدم القوة ضد إيران لإيقاف برنامجها النووي. وأضاف وليامسون في مقابلة نشرتها صحيفة «هآرتس» أمس، إنه «عندما يصبح ميت رومني رئيساً للولايات المتحدة فإنه سيوضح لإيران أنه يوجد شريف (شرطي) جديد في البلدة، وأن تهديداً أميركياً باستخدام القوة العسكرية هو تهديد ذو مصداقية عليا منذ الآن». واضاف أن «موقف رومني ضد البرنامج النووي الإيراني لا لبس فيه.. وعلى إيران أن توقف تخصيب اليورانيوم بشكل مطلق، وأن تسمح بإشراف كبير من جانب وكالة الطاقة».
من جهة ثانية، نقلت وسائل اعلام ايرانية أمس عن قائد «شرطة الانترنت» الايرانية كمال غضنفر، ان ايران ستعطل الوصول الى الخدمة الافتراضية الخاصة (في بي ان) التي تتيح لملايين الايرانيين الالتفاف على الرقابة التي يفرضها النظام على شبكة الانترنت. وبحسب المسؤول فإن «ما بين 20 و30 في المئة من مستخدمي الانترنت الإيرانيين يلجأون الى خدمة «في بي ان»، التي تتيح لهم الوصول الى شبكات التواصل الاجتماعي وآلاف المواقع الأجنبية التي عطلتها السلطات.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)