فيما رأى نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشي يعالون، أن الأفضل بالنسبة إلى إسرائيل مهاجمة ايران بدلاً من ترك هذا البلد يمتلك السلاح النووي، شككت وسائل الاعلام الاسرائيلية أمس في قدرة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه ايهود باراك، على تنظيم ضربة ضد الجمهورية الاسلامية.وأضاف الوزير المكلف الشؤون الاستراتيجية، في مقابلة نشرتها صحيفة «هآرتس» أمس، أن «اسرائيل لن تقبل في أي ظرف أن تكون السكين على رقبتها.

واذا كان لا بد من الخيار بين القنبلة (الإيرانية) أو القصف (الاسرائيلي) فالقصف هو الأفضل في نظري». وأشار الى أن الإيرانيين سرّعوا في الأشهر الأخيرة أنشطتهم لتخصيب اليورانيوم، مضيفاً «إن لم تشدد الضغوط الدبلوماسية أو الاقتصادية على ايران، وإن لم تتحقق تطورات إيجابية أخرى، فإن ساعة الحقيقة ستدق قريباً».
ولفتت «هارتس» الى أن يعالون شدد مواقفه في شأن ايران، علماً بأنه كان يعدّ من «الحمائم»، أي نصير النهج الهادئ بشأن هذا الملف. وهو يمثّل جزءاً من الحكومة الأمنية المُصغّرة المُكلّفة اتخاذ القرارات الاستراتيجية. وغداة صدور تقرير عن مراقب الدولة ميخا ليندينشتراوس، انتقد طريقة تعامل نتنياهو مع الهجوم على أسطول الحرية وسفينة «مافي مرمرة» التركية، كتبت سيما كيدمون، في صحيفة «يديعوت آحرونوت» مقالاً بعنوان «الملك عار»، قائلة ان «هناك على الأقل شيئاً واحداً يظهر في هذا التقرير، ولا أحد يستطيع إنكاره، وهو ان لدينا أسباباً وجيهة للشعور بالقلق، وهي باراك ونتنياهو». وأضافت ساخرة «إن كان هذا ما حدث فعلاً في اهم المكاتب في اسرائيل من اجل اسطول بسيط وقارب على متنه بعض دعاة السلام والنشطاء، فمن يدري ماذا يمكن ان يحدث في الأحداث الأكثر خطورة مثل قصف ايران؟».
من جهته، قال أوفر شيلاه في صحيفة «معاريف»، إن «بعض المعلقين وجدوا صلة مباشرة بين الاسطول وايران. يمكنهم ان يهدأوا، فنتنياهو يعرف جيداً ان اي هجوم يعني الحرب، والحرب تعني تحقيقاً، وقد تؤدي الى سقوطه». وكرر كل من نتنياهو وباراك عدة مرات ان كل الخيارات «مطروحة على الطاولة» في ما يتعلق بايران، في اشارة الى ضربة اسرائيلية محتملة على المنشآت النووية الايرانية.
في هذا الوقت، التقى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ مع نظيره الإيراني علي أكبر صالحي، أمس، وذلك في أعلى اتصال دبلوماسي بين البلدين منذ اقتحام السفارة البريطانية في طهران أواخر العام الماضي. وأفادت وكالة الطلبة الايرانية للأنباء، بأن هيغ وصالحي تناولا المفاوضات النووية حول البرنامج النووي الايراني مع الدول الست، بالاضافة إلى قضايا ثنائية، وذلك خلال اجتماع عُقد على هامش مؤتمر في العاصمة الأفغانية كابول. وذكر تقرير الوكالة أن هيغ وصالحي تناولا قضية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي توقفت بالفعل منذ اقتحام السفارة، حيث كان هيغ قد اتهم أعضاءً في قوة أمنية تضم متطوعين موالين لحرس الثورة الإيرانية، بأنهم ضالعون في الهجوم.
في هذا الوقت، قال مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي أصغر سلطانية، إنه «لا ينتظرن أحد من ايران التوقف عن تخصيب اليورانيوم، الذي يعد من مفاخر الشعب الإيراني مقابل تزويدنا بقطع احتياطية للطائرات». وتحدث سلطانية مع شبكة الـ BBC عن مختلف القضايا التي تتعلق بالملف النووي، قائلاً إنه لا يرى أن عدة دول يمكن أن تكون مندوبة عن جميع دول العالم، لأن ما يزيد على 100 دولة من أعضاء حركة عدم الانحياز تدعم الحقوق الايرانية في أن يكون لها برنامج سلمي نووي.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الأمن الإيرانية إلقاء القبض على الأشخاص الضالعين في اغتيال العلماء النوويين، الذين قتلوا خلال الأعوام الماضية. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء، أن أجهزة الأمن «تمكنت من الكشف عن عدد من الضباط الأمنيين للكيان الصهيوني اللقيط والإرهابيين الذين يعملون لمصلحة الكيان».
(أ ف ب، فارس، مهر)