تعمل حكومة رئيس الباراغواي الجديد فيديريكو فرانكو، على فرض شرعيتها بعد اقالة الرئيس فرناندو لوغو، بعد اتهامه «بالتقاعس في تأدية مهماته»، إثر محاكمة سياسية استغرقت بضع ساعات في البرلمان، الذي فقد فيه القسم الاكبر من حلفائه. ودعا لوغو أنصاره، يوم أمس، الى «التظاهر السلمي» للاحتجاج على اقصائه.
وقال إن «من اقيل ليس لوغو بل الديموقراطية، ولم تحترم رغبة الشعب»، داعياً انصاره الى «التظاهر السلمي» احتجاجاً على قرار النواب، مؤكداً، في الوقت نفسه، قبوله «بالحكم الجائر للبرلمان باسم السلام واللاعنف». واوضح لوغو، أول رئيس يساري للباراغواي خلال 62 عاماً، انه ضحية «انقلاب برلماني». واقر الرئيس الجديد فيديريكو فرانكو، في مؤتمر صحافي، صباح السبت، «بوجود هواجس تقلقه مع المجموعة الدولية»، لكنه سارع الى رفض تعبير «انقلاب» الذي استخدمه، أيضاً، بعض الرؤساء غداة اقالة لوغو.
وفي اعقاب هذه العملية الانتقالية السريعة، ستعمد الحكومة الجديدة الى تبرير هذا الوضع لفرض نفسها محاوراً يتمتع بالصدقية في الخارج. وقد طرح موضوع اقالة لوغو امام مجلس الشيوخ بسبب طريقته في معالجة الاشتباكات التي دارت بين الفلاحين والشرطة الاسبوع الماضي وراح ضحيتها 17 شخصا على الاقل.
دولياً، تحدثت الرئيسة الارجنتينية كريستينا كيرشنر عن «انقلاب غير شرعي»، واستدعت، يوم السبت، سفيرها في «اسونسيون»، الذي «لن يعود الى مقر عمله قبل عودة النظام الديموقراطي». كما دانت الحكومة البرازيلية الاقالة السريعة للرئيس لوغو، مشيرة الى أنه لم يحصل على حقوقه في الدفاع. بدوره، اعلن رئيس نيكاراغوا دانيال اورتيغا أن حكومته لا تعترف برئيس الباراغواي الجديد. من جهتها، قررت حكومة الاوروغواي استدعاء سفيرها في الباراغواي للتشاور. وندد الرئيس البوليفي ايفو موراليس، ثم كوبا بما قالا انه «انقلاب برلماني»، فيما وصف الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الرئيس الجديد بأنه «غير شرعي». اما الرئيس الاكوادوري فدعا الى عقد قمة لاتحاد بلدان اميركا الجنوبية، هذا الاسبوع، لاتخاذ قرار حول احتمال فرض عقوبات على النظام الجديد. واكتفى الاتحاد الاوروبي بالتعبير عن «قلقه» ودعا الى احترام «الارادة الديموقراطية»، فيما دعت الولايات المتحدة وبنما الى الهدوء.
وساد الهدوء، يوم السبت، العاصمة وكل مناطق هذا البلد الصغير في اميركا الجنوبية، بعد صدامات بين انصار لوغو وقوات الامن، اثر اعلان اقالته، مساء الجمعة.
وكان قد عيّن فيديريكو فرانكو (49 عاما)، النائب السابق للوغو، رئيساً واعلن عن تشكيل حكومة جديدة. وحصل فرانكو، الذي ينتمي الى الحزب الليبرالي، على دعم كبار مالكي الاراضي. وبدأ حملة دبلوماسية، يوم السبت، لدى استقباله القاصد الرسولي في اسونسسيون اوغستان ارييتي، ثم السفيرين الاميركي والالماني. وستشكل قمة مركوسور (السوق المشتركة لاميركا الجنوبية)، المقررة يومي الخميس والجمعة في الارجنتين، الاختبار الدبلوماسي الاول للسلطات الجديدة في الباراغواي. واعلن فرانكو انه لم يتسلم بعد «دعوة صريحة» من المركوسور.
(ا ف ب، رويترز)