أعلن الحرس الثوري الايراني، أمس، أنه اختبر بنجاح صواريخ متوسطة المدى قادرة على ضرب إسرائيل. وقالت قناة «برس تي في» الايرانية الرسمية الناطقة بالانكليزية إن «صاروخ شهاب 3 الذي يصل مداه إلى 1300 كيلومتر والقادر على الوصول إلى إسرائيل اختبر إلى جانب صاروخي شهاب 1 و2 الاقصر مدى». ونقلت القناة عن نائب قائد الحرس الثوري، حسين سلامي، قوله «الهدف الأساسي من هذه المناورة هو إظهار عزم الأمة الايرانية السياسي على الدفاع عن قيمها الحيوية ومصالحها الوطنية». وأضاف أن «الاختبارات رد على أعداء إيران الذين يتحدثون عن خيار عسكري على الطاولة». بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمان برست، أن المناورات الصاروخية الحالية لقوات حرس الثورة الاسلامية، توجه رسالة مفادها استعداد بلاده الكامل لتوفير الامن في منطقة الخليج بكل اقتدار، في حين أن اجراءات الدول الاوروبية والادارة الاميركية تهدد أمن المنطقة.

بالمقابل أدانت فرنسا، أمس، إطلاق إيران صواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى خلال مناورات «الرسول الأعظم – 7» التي تجريها. وشدد بيان وزارة الخارجية الفرنسية على أن إطلاق هذه الصواريخ يعد انتهاكاً لموجبات إيران الدولية وخاصة القرار 1929 الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي يمنع إيران من القيام بأي نشاط مرتبط بالتكنولوجيا الباليستية.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، عن تعزيز الولايات المتحدة لوجودها العسكري في الخليج للحؤول دون اغلاق مضيق هرمز والتمكن من ضرب ايران في حال وقوع ازمة كبرى. ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في البنتاغون، أن تعزيز الحضور العسكري الذي حصل بدون ضجة يهدف إلى طمأنة اسرائيل إلى أن الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد مضيّ ايران قدماً في برنامجها النووي وإلى ضمان حرية تحرك ناقلات النفط.
وأضاف المسؤول أن «الرسالة الموجهة إلى الايرانيين هي لا تفكروا ولو للحظة بإغلاق مضيق هرمز لأننا سننزع الالغام. لا تفكروا في ارسال الزوارق السريعة لمضايقة سفننا الحربية او التجارية لأننا سنقوم بإغراقها».
في اطار آخر، اتهمت ايران، أمس، الدول الغربية الكبرى بالمماطلة في المفاوضات حول ملفها النووي، فيما استضافت اسطنبول اجتماعاً «تقنياً» على مستوى الخبراء بين طهران ومجموعة الست. واكد مهمانبرست أن الغرب اذا كان يرفض «الحقوق» النووية لبلاده ولا سيما حقها في تخصيب اليورانيوم وفي التوصل إلى اتفاق «متوازن» فإن المفاوضات قد تصل إلى «طريق مسدود». وأضاف، خلال لقائه الصحافي اليومي، أن رفض الحقوق النووية لايران «يعزز الفكرة القائلة بإمكان وجود رغبة باطالة امد المفاوضات ومنع نجاحها»، لافتاً إلى أن «احد الاحتمالات هو سعيهم إلى اطالة امد المفاوضات بسبب الانتخابات الرئاسية الاميركية» المقررة في تشرين الثاني2012.
وشدد مهمانبرست على أن معيار ايران هو الدفاع عن حقوقها النوویة بنحو كامل، مع الالتزام الكلي ببنود معاهدة حظر الانتشار النووي، وقال «اعلنّا سابقا عن استعدادنا للتعاون من اجل تنفيذ بنود المعاهدة بالكامل وهو نزع اسلحة الدمار الشامل ومنع انتشاره».
إلى ذلك، انعقد، أمس، اجتماع المتابعة على مستوى الخبراء بين ايران ومجموعة 5+1 حول برنامج طهران النووي في جلسة مغلقة في اسطنبول. وقال دبلوماسي اوروبي إن اللقاء ضم خبراء في الفيزياء النووية من 5+1 وايران بدون مشاركة دبلوماسيين.
من جهتها، حثت الصين أمس، كل الأطراف المعنية بالملف النووي الإيراني على التوصل إلى اتفاق أكبر خلال اجتماع اسطنبول. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو ويمين، قوله «نأمل أن تعزز كل الأطراف تفهمها لموقف بعضها البعض وتوسع الاتفاق وتقلل الاختلافات خلال الاجتماع، وتضع أساساً سليماً لحل المسألة النووية الإيرانية عبر الحوارات التالية».
من جهة اخرى، وصف الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، الحظر الحالي المفروض من اميركا والغرب على بلاده، بأنه أقسى وأشد حالات الحظر التي فرضت على بلد حتى الآن، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية ستتجاوز هذا الحظر بكل عزة واقتدار. وقال نجاد، في كلمة، أمس، امام ملتقى تكريم الجنود المجهولين للامام المهدي، إن «الاعداء يتصورون أنهم قادرون على إضعاف ايران بواسطتها، ولكن نقول لهم بأن هذا التصور خاطئ ونابع من محاسباتهم وتصوراتهم المادية البحته». وشدد نجاد على ضرورة اعتبار العقوبات فرصة للعمل على التقليل من اعتماد ميزانية البلاد على العائدات النفطية لتجريد العدو من اداة النفط كسلاح لممارسة الضغط على بلاده.
من جهة اخرى، شدد مهمانبرست، أمس، على أنه ينبغي على من فرضوا الحظر على ايران تحمل مسؤولية تلك الاجراءات وقبول مسؤولیة تفاقم الازمات الاقتصادیة في الدول الغربیة، مشيراً إلى أن مشروع نواب البرلمان الايراني اغلاق مضيق هرمز هو مجرد اقتراح.
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)