أعلن العلماء في «مصادم الهدرونات الكبير» المقام على الحدود السويسرية الفرنسية والتابع للمجلس الأوروبي للأبحاث النووية «سيرن»، أمس، أنهم رصدوا جزيئاً لديه خصائص مشابهة لما يعرف بـ«الجسيم الرب» أو بوزون هيغز والمسؤول نظرياً عن اكتساب المادة لكتلتها وبالتالي عن نشأة الكون. وقال «سيرن»، في بيان، إن الاختبارين «أطلس» و«سي أم أس» قادا إلى نتائج أولية في البحث عن الجسيم المنشود «بوزون هيغز»، الجسيم الافتراضي الذي سمّي كذلك نسبة إلى عالم الفيزياء الاسكتلندي بيتر هيغز الذي قال عام 1964 انه يساعد على التحام المكونات الأولية للمادة ويعطيها تماسكها وكتلتها.
وقالت فابيولا جيانوتي، المتحدثة باسم فريق اختبار «أطلس»، «رصدنا في بياناتنا إشارات واضحة إلى جزيء جديد في منطقة الكتلة بطاقة تبلغ نحو 126 جيغا إلكترون فولت». إلّا أنها أشارت إلى أن هناك حاجة إلى القليل من الوقت لإعداد النتائج للنشر.
من جانبه، قال المتحدث باسم فريق اختيار «سي أم أس»، جو إنكاديلا، إن «النتائج أولية، لكن إشارة 5 سيغما بحوالي 125 جيغا إلكترون فولت التي نراها دراماتيكية. هذا بالتأكيد جزيء جديد. نعرف أنه لا بد من أنه بوزون وهو أثقل بوزون يعثر عليه». وقال المدير العام لـ«سيرن»، رولف هيور، «توصلنا إلى معلم أساس في فهمنا للطبيعة. ان اكتشاف جزيء له خاصيات مشابهة لبوزون هيغز يفتح الطريق أمام دراسات مفصّلة من شأنها أن تضيء على ألغاز في الكون».
ويصف العلماء «بوزون هيغز» بالحلقة المفقودة في نموذج نشأة الكون ويفسر الطريقة التي تعمل فيها بقية مكونات ومركبات الكون، بخاصة انه الجزيء الوحيد من بين الجزيئات العاملة في الطبيعة الذي لم يكتشف حتى الآن، ما منحه صفة الحلقة المفقودة.
ويقع «مصادم الهدرونات الكبير» تحت جبال الألب على الحدود الفرنسية ــ السويسرية ويعمل فيه آلاف علماء الفيزياء من الولايات المتحدة وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي وروسيا، ويسعون من خلال الجهاز الضخم إلى إعادة تمثيل ما يسمى علمياً «الانفجار الكبير»، المسؤول عن ولادة العوالم، من خلال مصادمة جسيمات تحت ذرية واكتشاف الحلقة المفقودة التي يعتقدون بأنها تحمل سر نشأة الكون.
وتقول النظرية إنه بدون جزيء هيغز فإن الجزيئات التي يتكون منها الكون ستظل مثل الحساء. وجزيء هيغز هو الجزء الاخير الذي لم يكتشف في نموذج معياري يصف كيفية تشكل الكون. وهذا النموذج بالنسبة إلى علماء الفيزياء يماثل في اهميته نظرية النشوء والتطور بالنسبة إلى علماء الاحياء.
(يو بي آي، رويترز)