نواكشوط | وسط تردّي الأوضاع التي تعيشها صورة العرب والمسلمين في الغرب ونشاط غير مسبوق لتقديم صورة قاتمة عن الأقليات، بحث رسميون ومفكرون عرب وأجانب في العاصمة الموريتانية نواكشوط أوضاع الأقليات في البلدان الإسلامية ضمن ملتقى عالمي هو الأول من نوعه في البلاد. الملتقى بحث وضع الأقليات غير المسلمة في البلاد الإسلامية من حيث وجودهم وحقوقهم وواجباتهم، من خلال السعي الى وضع تصورات شاملة تنظم حياتهم وعلاقتهم بالمجتمعات التي يوجدون فيها.
ورأى وزير الأوقاف التونسي، الدكتور نور الدين الخادمي، الذي مثل بلاده في أعمال الملتقى، أن علماء الأمة الإسلامية يسعون إلى «تأسيس منهج سلمي علمي وإجرائي يمثّل إطاراً للتعايش ما بين مكونات العالم، بما يضمن حواراً دائماً بين البشرية لتكريس حياة يطبعها التعايش السلمي». وأضاف الخادمي، في تصريح صحافي على هامش الملتقى، أن اجتماع نواكشوط يمهد لاجتماعين آخرين في الخريف المقبل «سيمكنان من تعميق النقاش والبحث في إطار علمي انطلاقاً من روح التجديد في الفكر الانساني، ومن حيث إن التجديد هو إرجاع الامر إلى أصله». وأشار إلى أن البشرية بأجمعها «بحاجة إلى ضبط المفاهيم والسلوكيات لكي تتعايش في سلام وأمان، ولكي يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن العالم يسع جميع سكانه».
وعلى صعيد متصل، أكد وزير الشؤون الاسلامية الموريتاني، أحمد ولد النيني، سماحة الاسلام وتكريم الدين الاسلامي للإنسان وحماية حقوقه وانفتاحه المتواصل في مرونة مقاصده، ما يمكن من التعامل مع مختلف مستجدات العصر في كل الأزمنة والأمكنة. وأشار ولد نيني إلى أن هذه الندوة التي هي إضافة نوعية ونظرة استشرافية ستمكن من وضع تصور كامل لما نصبو اليه.
بدوره، رأى رئيس المركز العالمي للتجديد والترشيد، عبد الله ولد بيه، أن العالم اليوم يحتاج إلى تطبيق الإسلام، وخاصة في وقت تغص فيه الدول بالثورات والحركات التي قد تكون حقيقية في داخلها وقد تكون مصطنعة بقصد أهداف أخرى. وأضاف أن الإسلام الذي يحقق العدالة هو الذي يحافظ على الحقوق ويعيدها إلى أصحابها في ظل عدله الأزلي الشامل الذي لا يفرق بين شخص وآخر.
وشهدت الندوة مشاركة عربية ودولية واسعة، حيث حضرت شخصيات علمية وسياسية، بينها وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف في المغرب أحمد توفيق، ووزير الشؤون الإسلامية في موريتانيا أحمد ولد النيني، والدكتور الخادمي، إضافة إلى مبعوث الرئيس الاميركي باراك أوباما إلى العالم الاسلامي، ووزير العدل البريطاني السابق، والعلامة الدكتور عبد الرزاق قسوم من الجزائر، وشخصيات علمية دولية ومحلية.