أنقرة | يريد الجمهور التركي أن يعرف ماذا حدث للطائرة العسكرية التي «سقطت» في البحر. التصريحات المتناقضة لقيادة الأركان العسكرية زادت من الارتباك بشأن حقيقة الحادثة. وفي أحدث تصريح لها، أعلنت قيادة الأركان التركية، في بيان، أنّه «لم يتم العثور على أي آثار لمواد مشتعلة، أو متفجرة في حطام الطائرة»، مضيفةً أن «هناك مزيداً من قطع الحطام في البحر، ولا بدّ من معاينتها قبل التوصل الى خلاصة نهائية». وللمرة الاولى، لم يستخدم الجيش التركي عبارة «أسقطتها سوريا»، بل «طائرتنا التي أكّدت سوريا أنها دمرتها»، ما أثار التباساً حول طبيعة الحادث في المجتمع التركي، بعدما كانت تركيا تشدد على أنّ الدفاعات الجوية السورية أسقطت الطائرة الحربية، التي كانت تقوم بطلعة تدريبية في شرق المتوسط، أو أنها أسقطت بصاروخ أرض _ جو، وقتل الطياران في الحادث.
وتساءلت الصحف التركية، أمس، عن الأساس الذي استند اليه بيان الجيش لجهة ملابسات الحادث، كما أثارت احتمال وقوع الحادث نتيجة خطأ ملاحي أو عطل تقني، لكن من دون أن تستبعد نهائياً فرضية عمل حربي. وأفاد اللواء المتقاعد، النائب السابق كميل اردال صباحي، بأن صاروخاً مضاداً للطائرات قد يكون انفجر على مقربة من الطائرة خلال تحليقها، ما أفقدها التوازن وأدى على ما يبدو إلى تحطمها. وأضاف «الجيش يقول إنه لا يوجد أي آثار لمتفجرات في حطام الطائرة، هذا يعني أنّ صاروخاً انفجر قرب الطائرة». لكن، يستدرك صباحي، يمكن الصواريخ الذكية أن تفعل ذلك. إذا كان نوع كهذا من الصواريخ قد ضرب الطائرة، لكانت انفجرت. الصواريخ الذكية لا تكشفها الرادارات. وأضاف «هذه الصاوريخ تملكها روسيا، والسؤال هو من الذي ضغط على زر الإطلاق، السوريون أم الروس؟»، بينما أشار اللواء المتقاعد علي قر ، في حديث صحافي، إلى أنه إذا لم يكن هناك أي أثر لانفجار، فهذا قد يعني أن الطائرة سقطت بسبب حادث، «وإذا وقع حادث، فهناك ثلاثة احتمالات؛ الأول أنه يمكن أن يكون عطل في الطائرة. الاحتمال الثاني أن يكون الطيار قد ارتكب خطأً، أو أنّ الطائرة ضربها كائن مجهول الهوية».
من جهتها، طالبت أحزاب المعارضة الحكومة التركية بتفسير واضح لحادثة الطائرة، واتهمتها بالتسبّب في تراجع مكانة تركيا في الشرق الأوسط.
وصرّح زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، كمال كيليشدار أوغلو، بأنّ «كل المعلومات التي قدمتها لنا الحكومة التركية عن الطائرة حتى الآن مشبوهة»، بينما وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زعيم «الشعب الجمهوري» بالمتحدث باسم الرئيس السوري بشار الأسد.