في استطلاع للرأي حول الانتخابات الرئاسية الاميركية، أجرته محطة «فوكس نيوز» بين 15 و17 تموز، قال 30 في المئة من المستطلعين (29% منهم من الجمهوريين، و39% منهم من الديموقراطيين) إنّهم يرغبون بأن تكون وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، مرشح الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس في انتخابات 6 تشرين الثاني المقبل الرئاسية. ولم يأت احد في المرتبة الثانية، إذ حازت إجابة «لا اعرف» على 24 في المئة من الأصوات، وأتى السيناتور ماركو روبيو في المرتبة الثالثة (12 في المئة)، وحاكم نيو جيرسي كريس كريستي رابعاً (8 في المئة)، والنائب بول راين خامساً (6 في المئة). وفي الاستطلاع نفسه، قال 30 في المئة من المستطلعين الجمهوريين إنّهم يفضلون رايس للمنصب، يليها روبيو (19 في المئة) واتت اجابة «لا اعرف» ثالثة مع 16 في المئة.
جعلت نتيجة الاستفتاء ذاك اسم المستشارة السابقة للأمن القومي، وزيرة الخارجية في عهد الرئيس جورج بوش الابن، يتصدر قائمة المرشحين لمرافقة ميت رومني في مشوار الرئاسة. وقد يكون رومني بحاجة فعلاً إلى اسم كبير يصعد به إلى أعلى ليسبق الرئيس باراك أوباما الذي لا تزال كلّ التوقعات تضعه قبل رومني (ما عدا استطلاعاً لشركة راسموسن أُعلن يوم الإثنين الماضي ويسبق فيه رومني اوباما بثلاث نقاط).
وقد تكون رايس خياراً ممتازاً بالنسبة إلى رومني مقارنة بآخر مرشح لمنصب نائب الرئيس عند الجمهوريين، أي سارة بايلن، وذلك رغم ارتباط اسم «كوندي» بفترة بوش الابن، التي اصبح الجمهوريون يتناولونها بالسوء، ويحاولون النأي بأنفسهم عنها. ولا يزال بعض الجمهوريين يلومون بايلن على خسارتهم الانتخابات في 2008، ويعتبرون أنّها ساهمت في ان يتمكن أوباما من الفوز على جون ماكين، مرشح «الحزب العظيم» (الحزب الجمهوري). فهي وإن استطاعت انتشال حملة ماكين من الروتين والملل وجعلتها تحظى بتغطية اعلامية، إلا انّها تعتبر اليوم من أسوأ الخيارات بنظر الجمهوريين أنفسهم، إذ انعكست قلة خبرتها السياسية على مسار الحملة. لذلك يعكف مساعدو رومني على قراءة ملفات كبيرة عن كل المرشحين المحتملين للمنصب ومشاهدة أشرطة فيديو عنهم كي يختار المرشح الجمهوري الأفضل ولا يعيد غلطة ماكين. ويريد هؤلاء من رومني الاختيار سريعاً لما يمكن أن يضيفه نائب الرئيس على الحملة، في جمع التبرعات وفي الاطلالات الإعلامية. ويتوقع ان يتم الإعلان عنه قبل منتصف آب المقبل، ليتوجه رومني الى مؤتمر حزبه العام في 27 آب وبطاقة ترشيحه كاملة.
والأسماء المتداولة في الإعلام الاميركي عديدة، وابرزها تيم بالنتي، الذي كان حاكماً لولاية مينسيوتا. وكان بالنتي إلى جانب رومني من ابرز المرشحين للترشح كنائب رئيس مع جون ماكين في انتخابات 2008، وقد اصبحا صديقين بعدما نالت الترشيح سارة بيالن. ويحظى بالنتي بشعبية بين مساعدي رومني الذين يعتبرونه قادراً على تجيير كتلة ناخبة هامة بين موظفي الطبقة الوسطى، ما قد يعزز حضور رومني بين ناخبي هذه الشريحة البعيد عنها. وبالنتي ترشح لمنصب الرئيس العام الماضي وسرعان ما انسحب قبل بدء السباق الجمهوري الداخلي لاختيار مرشح الحزب.
ومن أبرز منافسي بالنتي على المنصب حاكم نيو جيرسي، كريس كريستي، الذي يتفوق على الأول بأنّه بارع في جمع التبرعات. ويتداول الإعلام ايضاً اسماء ماركو روبيو وبول راين. الأول سيناتور شاب من فلوريدا يستطيع ان يضفي على الحملة بعض المرونة والحيوية التي تفتقدها. أما الثاني فهو رئيس لجنة الموازنة في مجلس النواب وأحد نجوم «الحزب العظيم» الشباب.
وهؤلاء المرشحون يحاولون بنحو غير مباشر، على ما يبدو، استمالة رومني عبر تنظيم حفلات جمع تبرعات لصالحه (كريستي وروبيو)، او مشاركته بعض المهرجانات الانتخابية (ريان) او حتى الحلول مكانه في مهرجانات لم يستطع حضورها (بالنتي).
لكن الطريق قد تكون صعبة قبل ان يختار رومني ومساعدوه اسم «الرقم اثنين» في الحملة. إذ طلبوا من كل من يرغب بدخول القرعة تعبئة استمارة من نحو 80 سؤالاً، بعضها شخصي جداً، وتحتوي على تفاصيل دقيقة عن وضعهم المالي وعوائدهم الضريبية. ويبدو أنّ الاستمارة تلك قد تساعد رومني على التوجه نحو خيار عقلاني.
في كل الأحوال، أي خيار قد يعتمده رومني من بين المرشحين المتداولة اسماؤهم سيكون جيداً استراتيجياً للحزب، ما دام لا احد منهم يشبه سارة بايلن في شيء، وبالتالي يستطيع تدمير الحملة بتصريح واحد.