اسطنبول | يتابع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان، حملته على بيع الكحول في بلاده التي أصبحت محكومة من حزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية، حيث أثار غضبه سؤال صحافي حول سحب رخص بيع الكحول من محال داخل حرم إحدى جامعات اسطنبول، فرد قائلاً: «يريدون أن يكون شبابنا جميعهم مدمنين على الكحول».ونقلت صحيفة «حرييت» تصريحات لأردوغان رد فيها على منع بيع الكحول في مهرجان «حب واحد» في جامعة بيلجي في اسطنبول، الذي بدأ مطلع الشهر الجاري، بالقول إن حرم الجامعة ليس المكان المناسب للسكر. وأكد أن السلطات لم تعرف أن المحال في حرم الجامعة لديها رخص لبيع الكحول إلّا حين رصد ذلك في المهرجان، مضيفاً: «بالله عليكم كيف يحصل ذلك؟ كيف يسمح ببيع الكحول في حرم جامعي؟ هل يذهب الطلاب للسّكر أم للعلم؟». وأضاف أن بإمكان الطلاب أن يذهبوا لشرب الكحول بشكل مسؤول في مكان مناسب خارج الجامعة، مؤكداً أنه لا يريد إغلاق البارات. وانتقد الصحافيين الذين دافعوا عن بيع الكحول في المهرجان رغم أن الدستور يمنع ذلك.
وكانت البلديات التابعة لحزب العدالة والتنمية الحاكم قد منعت بيع الكحوليات في العديد من المدن التركية التي لا يوجد في البعض منها أي دكان لبيع الكحول أو مطعم لشرب المشروبات الكحولية، فيما لم تمنح بلديات المدن الكبيرة والسياحية مثل أسطنبول وأنقرة وأنطاليا أي رخص جديدة لبيع الكحوليات التي تزيد الحكومة أسعارها يوماً عن يوم من خلال فرض ضرائب أضافية عليها. كذلك منعت البلديات التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية أيضا المطاعم والملاهي والبارات من فتح أصوات الموسيقى بعد الثانية عشرة ليلاً بحجة أنها تزعج المواطنين الساكنين بالقرب من هذه الأماكن.
وأما في شهر رمضان فيضطر غالبية المفطرين العاملين في مؤسسات القطاع العام أي الدوائر الحكومية للظهور كصائمين خوفاً من الضغوط النفسية التي سيتعرضون إليها من قبل مسؤوليهم من الصائمين، الذين يأمرون عادة بإغلاق المطاعم والمقاهي في المؤسـسات الحكومية، فيما تقوم جميع البلديات التي يسيطر عليها حزب العدالة والتنمية في عموم تركيا ببناء خيم رمضانية لتقديم وجبات الإفطار والسحور للملايين من المواطنين طوال شهر رمضان مع فقرات موسيقية وثقافية دينية.
وجاء حديث رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذي حارب قبل سنوات الزنى وهدد بمعاقبة مرتكبيه بشدة، بعد كلامه عن منع الإجهاض والعمليات القيصرية للحوامل، ليثير نقاشاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية والاجتماعية والطبية تركياً وخارجياً. ونشرت العديد من الصحف والمجلات العديد من الرسوم الكاريكاتيرية والنكت حول هذا الموضوع خاصة بعد أن أصدر وزير الصحة تعليماته إلى جميع المؤسـسات الطبية الخاصة والرسمية والأطباء بضرورة إبلاغ والد أي فتاة أو امرأة قبل زوجها أو عشيقها إذا تبين بأنها حامل.
وطلبت وزارة الصحة من جميع الأطباء أن يبرروا جميع الحالات القيصرية بعد أن هددت بطرد أي طبيب يقوم بعميلة أجهاض من دون أي مبرر جدي ومقبول.
وكان رئيس الوزراء قد قال قبل أشهر إن ما يسعون إليه هو «بناء جيل من الشباب التركي المتدين من أجل تركيا جديدة».
وتزداد حركة بناء المساجد في عموم تركيا بشكل سريع جداً منذ تسلم حزب العدالة والتنمية السلطة حيث يصل عدد الجوامع في البلاد الى 90 ألف جامع مع عدد كبير من مدارس تعليم القرآن الكريم، بعد أن تم تغيير النظام التعليمي. ويحق لكل طالب أو طالبة أن تترك المدرسة بعد كل مرحلة تعليمية بعد أن كان التعليم إجبارياً حتى نهاية السنة الثامنة.
وتهدف الحكومة من خلال النظام الجديد إلى توجيه الطلبة وخاصة في القرى والمناطق النائية إلى مدارس الإمام والخطابة والمدارس الدينية في حال قرر أهل الطالبة عدم إرسالها إلى المدرسة بعد المرحلة التعليمية الأولى.
هذا في الوقت الذي تم فيه إلغاء الحظر الذي كان مفروضاً على الحجاب في الجامعات والمعاهد العليا، حيث تستعد الحكومة الآن لإلغائه في جميع مؤسـسات ومرافق الدولة الرسمية وبعد أن دخل الحجاب قمة الهرم الرسمي أي قصر الرئاسة الذي أنشاه مؤسـس الجمهورية التركية العلمانية مصطفى كمال أتاتورك.