واشنطن | رغم إعلان البيت الأبيض أمس توقيع الرئيس باراك أوباما مشروع قانون لتدعيم التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل، شن المرشح الجمهوري ميت رومني، قبل زيارته إسرائيل الأسبوع المقبل، هجوماً حاداً على السياسة الخارجية للرئيس الأميركي، متهماً إياه بعدم دعم إسرائيل بما فيه الكفاية وعدم استخدام القوة بما يكفي مع إيران والصين وروسيا. وقال رومني، في خطاب أمام المؤتمر السنوي لقدماء الجنود الأميركيين الذين شاركو في حروب أميركا الخارجية، إن الرئيس أوباما «مولع بإلقاء المحاضرات على زعماء إسرائيل»، متهماً إياه بتقويض مواقفهم «التي كانت قوية بما يكفي، وحتى في الأمم المتحدة وسط تصفيق حماسي من أعداء إسرائيل». وأضاف رومني أن الرئيس أوباما «تحدّث كما لو أن أقرب حليف لنا في الشرق الأوسط كان هو المشكلة»، مضيفاً أن «الإسرائيليين يستحقون أفضل مما تلقوه من زعيم العالم الحر. وينبغي على جوقة الاتهامات والتهديدات والشتائم في الأمم المتحدة أن لا تدرج مرة أخرى، بما فيها صوت رئيس الولايات المتحدة».
وشدد رومني على أنه في حال نجاحه في الانتخابات الرئاسية، التي ستجري في أوائل شهر تشرين الثاني المقبل، سيشترط تقديم مساعدات بمليارات الدولارات إلى مصر «بوجود حكومة تمثل كافة المصريين وتحافظ على السلام مع إسرائيل وتروّج للسلام في جميع أنحاء المنطقة». وقال «إن الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة مصر في دعم السلام والازدهار، ولكننا لن نكون شركاء في الظلم وعدم الاستقرار».
وقد اتخذت السياسة الخارجية مركز الصدارة في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية مع بدء رومني برحلة إلى الخارج يزور خلالها بريطانيا وإسرائيل وبولندا، وتهدف إلى تعزيز التأييد لسياسته في مجال الخارجية والدفاع بين الناخبين الأميركيين.
وذكرت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» أن الاسرائيليين يترقبون باهتمام زيارة رومني والوعود التي يحملها إليهم بترقب وتشكك نوعاً ما. وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن رومني قد سعى خلال حملته الانتخابية إلى إظهار نفسه صديقاً مخلصاً لاسرائيل بإزاء منافسه الديموقراطي أوباما، إلا أن عاملي التاريخ والخبرة قد علّما الشعب الاسرائيلي عدم التسليم بالوعود ومظاهر التعاطف التي يبديها لهم أي مرشح لانتخابات الرئاسة الأميركية.
وقالت «لوس أنجلس تايمز» إنه على الرغم من التشكك والحذر الذي يبديه الشعب الاسرائيلي لوعود رومني، يخشى البعض من أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قد ذهب بعيداً في دعمه لرومني والوقوف إلى جانب الحزب الجمهوري بنحو عام. ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشؤون الاميركية في الجامعة العبرية ديفيد ريتشي، قوله «لطالما كان من الأفضل لإسرائيل الا تصطفّ إلى جانب حزب على حساب آخر خلال الانتخابات الأميركية.. ولكن يبدو نتنياهو الآن متحالفاً أكثر مع الجمهوريين المحافظين على حساب الديموقراطيين، لذا ففي حال فاز الرئيس أوباما في الانتخابات، قد لا يستقبل نتنياهو بحفاوة بعد اليوم في البيت الابيض».
وكان الرئيس الأميركي الحالي قد أغضب كثيراً من الاسرائيليين وانصارهم من الأميركيين العام الماضي، حينما اصر على ان اي مفاوضات بشأن حدود دولة فلسطينية في المستقبل يجب أن تبدأ على أساس الحدود التي كانت توجد قبل استيلاء اسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة في حرب 1967. لكن أوباما سيسعى إلى التأكيد على التزامه بالحفاظ على أمن اسرائيل للناخبين اليهود الأميركيين في حفل يقام في البيت الأبيض قريباً، فيما وقّع أمس مشروع «قانون تعزيز التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل».
وكان الكونغرس قد أقر هذا المشروع، الذي لاقى تأييداً واسعاً من الديموقراطيين والجمهوريين الاسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم البيت الابيض تومي فيتور، أول من أمس «يدعم مشروع القانون تعاوننا الأمني مع اسرائيل بزيادة مساعداتنا العسكرية لإسرائيل وتزويدها بإمكانية الحصول على عتاد إضافي». ويدعو المشروع إلى تعزيز التعاون مع إسرائيل بشأن الدفاع الصاروخي والاستخبارات وزيادة إمكانية الحصول على أسلحة متقدمة.