واشنطن | تعتزم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إعادة توزيع معداتها العسكرية الموجودة حالياً في قواعد خارج الولايات المتحدة لتناسب مهمات القوات الأميركية، إثر الانسحاب من العراق في نهاية العام الماضي والانسحاب المتوقع من أفغانستان في نهاية عام 2014، وأن من بين المناطق التي قد تنقل إليها هذه المعدات منطقة الخليج العربي وجنوب غرب آسيا بحجم لواء مشاة.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أول من أمس، أنه بموجب خطط البنتاغون سيتمّ تحويلُ ناقلاتِ الجنود المصفّحة من طراز «مراب» من العراق وأفغانستان إلى إيطاليا، حيث يمكن نقلها لاستخدامها من قبل القوات الأميركية في أفريقيا، إما في جهود الإغاثة من الكوارث في بيئة معاديةٍ وإجلاء المدنيين، أو لدعم أنظمةٍ محليّةٍ في مواجهة عمليات تمرّد محتملة، إضافة إلى أن بعض هذه العربات المصفحة سيجري نقلها إلى المخازن في منطقة غرب المحيط الهادئ لاحتمال استخدامها في أي صراع مسلح ضد كوريا الشمالية.
ويجري التخطيط لاستخدام مخازن في كوريا الجنوبية واليابان لتخزين معدات عسكرية إضافية بحجم لواء مقاتل يمكن نقل أفراده جواً إلى المنطقة في حالة الطوارئ، مع وجود معدات دعم كاملة بما فيها ناقلات جنود مصفحة ومستشفيات ميدان. كذلك تتضمن خطط البنتاغون، وفق ما يقوله مسؤولون أميركيون، إعادة معدات حربية قتالية من أوروبا إلى الولايات المتحدة، ويجري الإبقاءُ هناك على عتادٍ لدعم فرق المشاة وتجهيزاتٍ أخرى لوجستية بهدف المشاركة في تدريبات متعدّدة الأطراف. وقالت الصحيفة إنّ الجيش الأميركي يعمل وفق توجيهات بتقليص عدد القواعد الدائمة في الخارج وتوسيع الجهوزية العسكرية لتشمل عمليات غير قتالية. غير أن المعدات العسكرية تشمل أيضاً معدات حماية لأي قوات رد سريع في حالات الطوارئ المحلية، والهدف منها القدرة على تجهيز خمسة آلاف من عمال الطوارئ في غضون 96 ساعة من وقوع كارثة بمعدات مثل أجهزة تنفس وبدل حماية من المواد الكيميائية ومعدات إنقاذ وعيادات طبية متحركة. وتابعت الصحيفة أنّ الجيش الأميركي يخطّط لتخزين ذخائره على متن ثماني سفن، بينها واحدة في منطقة المحيط الهادئ وأخرى في الخليج العربي.
في هذه الاثناء، تعتزم الولايات المتحدة إجراء مناورات عسكرية رئيسية في منطقة الخليج والبحر المتوسط في شهر أيلول المقبل بمشاركة قوات من حوالى عشرين دولة وإشراف القيادة المركزية الأميركية التي تتخذ من تامبا في ولاية فلوريدا مقراً. وقالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان بهذا الشأن، إنها تخطط لإجراء مناورتين عسكريتين رئيستين خلال العام الجاري، وستركز إحداهما على عمليات مكافحة الألغام. ولكنها لن تشمل مضيق هرمز، حيث تسيطر إيران التي هددت مراراً بأنها ستعمل على إغلاقه في حال تعرض إيران لأي تهديد عسكري مباشر.
وقال وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، إنه «تم استثمار القدرات الأميركية لضمان القدرة على إيقاف أي محاولة إيرانية لإغلاق الملاحة في الخليج ، وذلك إذا أقدمت طهران على هذا القرار».
ويذكر أن البحرية الأميركية سعت إلى تعزيز وجودها في الخليج، وذلك بنشر حاملتي طائرات، وكاسحات ألغام و 8 غواصات من دون قائد.
وقال البنتاغون إنه تم نشر المجموعة الضاربة لحاملة الطائرات «يو اس اس ستينيس» في الخليج قبل أربعة أشهر من الموعد المقرر، حيث ستحل محل حاملة طائرات أخرى جرى سحبها، «وستكون مهمة ستينيس لمواجهة إيران ودعم العمليات العسكرية الأميركية الجوية في أفغانستان».