تكثفت التقارير الاستخبارية في وسائل الاعلام الإسرائيلية والغربية، أمس، بشأن التسلّح الايراني الصاروخي والنووي، فيما تمايزت التقارير بين تراجع صناعة الصواريخ وتقدم عمليات تخصيب اليورانيوم. ففي تقرير أصدره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، أفاد بأن العقوبات المالية والحظر النفطي المفروضين على إيران، وجّها ضربة قاضية لمحاولات طهران الرامية إلى تطوير صواريخ بالستية بعيدة المدى، غير أن صحيفتين إسرائيليتين نشرتا أن طهران سرّعت أخيراً وتيرة تخصيب اليورانيوم بشكل ملحوظ، ما يعني تقصير الوقت المطلوب للوصول الى قدرة نووية.وقال التقرير البريطاني إنه «في حين ان هناك أدلة متزايدة تفيد بأن نظام العقوبات لم يمنع طهران من تشغيل عدد أكبر من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم أو زيادة مخزونها من المواد الانشطارية، إلا أنه أحبط جهودها الرامية إلى تطوير وإنتاج صواريخ بالستية بعيدة المدى قادرة على ضرب أهداف محتملة في أوروبا الغربية وخارجها»، وذلك في إشارة الى عقوبات مفروضة من مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وأكد التقرير أن المحاولات الإيرانية لتطوير صواريخ بالستية بعيدة المدى يمكن أن تتعطل إلى حد كبير أو تتوقف تماماً، إذا استمرت العقوبات الدولية في منع طهران من الوصول إلى العناصر الدافعة الرئيسية والمكونات اللازمة لإنتاج محركات صواريخ تعمل بالوقود. وأضاف التقرير أن إيران ليس لديها القدرة حالياً على تصميم وتطوير وإنتاج محركات جديدة أكثر قوة للصواريخ البالستية تعمل بالوقود السائل، ومن غير المحتمل أن تحصل عليها في العقد المقبل. كذلك فإن الأدلة المتوافرة تشير، لكنها لا تثبت، إلى أن إيران لا تستطيع بناء محركات تعمل بالوقود السائل يعوّل عليها لمخزونها الحالي من صواريخ «سكود» و«غدر»، غير أن العقوبات الدولية ستقيّد حصولها على مكوناتها. وقال إن إيران تطوّر في الوقت الحاضر على مرحلتين صواريخ تعمل بالوقود الصلب يصل مداها الأقصى إلى نحو 2000 كيلومتر تُعرف باسم «سجيل ـ 2» ستمنحها مزايا استراتيجية كبيرة بعد تطويرها، مثل إطلاقها بصورة أسرع من نظيراتها التي تعمل بالوقود السائل، وإمكانية استخدامها ضد أهداف في إسرائيل من مواقع أقل عرضة للخطر في عمق الأراضي الإيرانية.
في المقابل، كتبت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن «إيران سجلت رقماً قياسياً جديداً في الوتيرة التي كانت تخصّب بها اليورانيوم وتواصل المضي قدماً في سباقها لتقصير المسافة الزمنية بينها وبين القنبلة» النووية.
وأشارت الصحيفة إلى أن «تقارير استخبارية» غير محددة ذكرت أن إيران تمكنت من تسريع وتيرة التخصيب من خلال العمل مع قرابة «10 آلاف جهاز طرد مركزي» بما في ذلك «نوع جديد من أجهزة الطرد المركزية أكثر تطوراً».
من ناحيته، أورد موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الالكتروني معلومات مماثلة من دون ذكر مصدر لها، قائلاً إن «البيانات تشير الى أن إيران زادت وتيرة تخصيب اليورانيوم بشكل ملحوظ في الأشهر الأربعة الماضية»، ومضيفاً أن «الجمهورية الإسلامية تنتج حالياً 230 كيلوغراماً من اليورانيوم المنخفض التخصيب كل شهر، و12 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب إلى درجة التركيز الانشطاري بنسبة 20 في المئة».
وبحسب التقرير، فإن لدى طهران مخزونات قدرها حوالى 160 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة، وهذا أقل بحوالى مئة كيلوغرام من الكمية المطلوبة لإنتاج قنبلة. وأشار الموقع إلى أنه «في حال واصل الإيرانيون تخصيب اليورانيوم بالوتيرة الحالية فسيكون بحوزتهم ما يقارب 260 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بتركيز انشطاري بنسبة 20 في المئة في شهر كانون الثاني أو شباط 2013». وتابع أنه «مع هذه الكمية، ستحتاج إيران إلى حوالى شهرين فقط لإنتاج أسلحة من اليورانيوم لرأس حربي نووي أو قنبلة».
في هذا الوقت، أكد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «دير شتاندارد» الألمانية، أن «الخليج الفارسي هو شريان الحياة بالنسبة إلى إيران والمنطقة والمجتمع العالمي، ونحن أناس منطقيون ولا نريد أن نقطع شريان الحياة هذا، ولا نرغب في إيذاء الآخرين، لكن إذا تعرضنا للضغط واضطررنا، فعلينا أن نفعل كل شيء من أجل الدفاع عن استقلالنا ومصالحنا الوطنية».
(مهر، أ ف ب، رويترز)